لماذا أحبّ أهل البيت عليهم السلام؟
لزوم حبّ أهل البيت
"من أحبّهم فقد أحبّ الله ومن أبغضهم فقد أبغض الله..." 1.
إنّ محبّة الله عزّ وجلّ والعبوديّة له تتجلّى بأبهى مظاهرها عندما يمتثل الإنسان أمره تعالى بحبّ أوليائه وطاعتهم. تأمّل كيف أنّ إبليس لم تنفعه عبادته لله عزّ وجلّ آلاف السّنين لرفض السّجود لآدم. والسرّ في ذلك أنّ الأنبياء والأئمّة هم أبواب هداية الله عزّ وجلّ ووسائط رحمته وفيضه. ومن يرفض مبعوث الله إليه فكأنّما يرفض مشيئة الله وتدبيره وحكمته في هذا الوجود، حيث لا يمكن الفصل بين حبّ الله عزّ وجلّ وطاعته وبين حبّ حجج الله تعالى وطاعتهم.
ومن أبرز الطّرق لتحصيل حبّ أهل البيت، الّذين هم حجج الله على عباده وخلفاؤه في أرضه، معرفتهم والاطّلاع على أحوالهم. فالحبّ فرع المعرفة. فإذا اطّلعنا على فضائلهم ومقاماتهم وعلوّ شأنهم عند الله عزّ وجلّ، فسيكون هذا الاطّلاع أفضل داعٍ لمحبّتهم. وعندما نتعرّف إلى أخلاقهم وسجاياهم وعبوديّتهم لله عزّ وجلّ، فسيكون هذا التعرّف أيضاً أفضل داعٍ لاتّباعهم وطاعتهم. لأنّنا باطّلاعنا على أخلاقهم وسجاياهم والتعرّف إليها سنكتشف أنّهم أفضل الخلق، وبالتالي هم فقط من يصحّ اعتبارهم قدوة في كلّ شيء، وهم فقط من يستحقّون الطّاعة والولاء.
نماذج من مقامات وفضائل أهل البيت
إنّ معرفة فضائل أهل البيت لا تُستقى فقط من الرّوايات التي تتحدّث عن فضائلهم ومقاماتهم وقربهم من الله عزّ وجلّ. فأخلاقهم الكريمة تُفصح أيضاً عن علوّ مقامهم. وكلماتهم الحكيمة تدلّل بأنصع صورة على شموخهم في العلم والمعرفة. وعباداتهم وذكرهم الدّائم لله يكشفان عن مدى قربهم منه تعالى. وبالتالي، في معرض كلامنا عن فضائل ومقامات أهل البيت ، علينا أن نستعرض كلّ هذه الأبعاد، وإليك بعض النماذج من الروايات:
أ: مقامهم
1ـ أهل البيت شجرة النبوّة ومعدن الرّسالة
عن شهاب بن عبد ربـّه قال: سمعت الصّادق يقول: "يا شهاب نحن شجرة النبوّة ومعدن الرّسالة، ومختلف الملائكة، ونحن عهد الله وذمّته... فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد الله عزّ وجلّ وذمّته، ومن خفر ذمّتنا فقد خفر ذمّة الله عزّ وجلّ وعهده"2.
2ـ الملائكة تتقرّب إلى الله بولاية أهل البيت
عن حمّاد عن أبي عبد الله أنّه سئل: هل الملائكة أكثر أم بنو آدم؟
فقال: "والّذي نفسي بيده لملائكة الله في السّماوات أكثر من عدد التّراب في الأرض، وما في السّماء موضع قدم إلّا وفيها ملك يسبّحه ويقدّسه، ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلّا وفيها ملك موكّل بها يأتي الله كلّ يوم بعلمها والله أعلم بها، وما منهم أحد إلّا ويتقرّب كلّ يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت، ويستغفر لمحبّينا، ويلعن أعداءنا ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب إرسالا"3.
ب: أخلاقهم
1ـ إيثارهم سلام الله عليهم
عن ابن عبّاس: إنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك. فنذر عليّ وفاطمة وفضّة ـ جارية لهما ـ إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبريّ اليهوديّ ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا.
فوقف عليهم سائل فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه، وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء، وأصبحوا صياماً. فلمّا أمسوا ووضعوا الطّعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه.
ووقف عليهم أسير في الثّالثة، ففعلوا مثل ذلك.
فلمّا أصبحوا أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم! وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمّد هنّأك الله في أهل بيتك، فأقرأه السّورة 4، أي سورة الدّهر.
2ـ مكارم أخلاق الإمام عليّ بن موسى الرّضا
عن إبراهيم بن العبّاس قال: "ما رأيت أبا الحسن الرّضا جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدَي جليس له قطّ، ولا أتّكأ بين يدي جليس قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ ولا رأيته تفل ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم، وإذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب والسّائس، وكان قليل النّوم بالّليل، كثير السّهر يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصّبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر، ويقول: ذلك صوم الدّهر، وكان كثير المعروف والصّدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّق"5.
ج: عبادتهم
1ـ عبادة الإمام الحسن
قال الصّادق : "حدّثني أبي، عن أبيه أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب كان أعبد النّاس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنّشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصّراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنّار اضطرب اضطراب السّليم، وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النّار. وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلّا قال: لبيّك اللّهمّ لبيّك، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلّا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق النّاس لهجة، وأفصحهم منطقاً"6.
2ـ ذكر الإمام الباقر الدّائم لله عزّ وجلّ
قال الإمام الصّادق: "... وكان أبي كثير الذّكر. لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطّعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلّا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذّكر حتّى تطلع الشّمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر"7.
*'طريق المعارف، سلسلة المعارف الإسلامية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1-مفاتيح الجنان/ الزيارة الجامعة
2-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 24، ص 87 - 88.
3-م. ن، ص 210.
4- أهل البيت في الكتاب والسنة، محمّد الريشهري، ص 251 ـ 252.
5- عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 197 ـ 198.
6- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 43، ص 331.
7-الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 499.
لزوم حبّ أهل البيت
"من أحبّهم فقد أحبّ الله ومن أبغضهم فقد أبغض الله..." 1.
إنّ محبّة الله عزّ وجلّ والعبوديّة له تتجلّى بأبهى مظاهرها عندما يمتثل الإنسان أمره تعالى بحبّ أوليائه وطاعتهم. تأمّل كيف أنّ إبليس لم تنفعه عبادته لله عزّ وجلّ آلاف السّنين لرفض السّجود لآدم. والسرّ في ذلك أنّ الأنبياء والأئمّة هم أبواب هداية الله عزّ وجلّ ووسائط رحمته وفيضه. ومن يرفض مبعوث الله إليه فكأنّما يرفض مشيئة الله وتدبيره وحكمته في هذا الوجود، حيث لا يمكن الفصل بين حبّ الله عزّ وجلّ وطاعته وبين حبّ حجج الله تعالى وطاعتهم.
ومن أبرز الطّرق لتحصيل حبّ أهل البيت، الّذين هم حجج الله على عباده وخلفاؤه في أرضه، معرفتهم والاطّلاع على أحوالهم. فالحبّ فرع المعرفة. فإذا اطّلعنا على فضائلهم ومقاماتهم وعلوّ شأنهم عند الله عزّ وجلّ، فسيكون هذا الاطّلاع أفضل داعٍ لمحبّتهم. وعندما نتعرّف إلى أخلاقهم وسجاياهم وعبوديّتهم لله عزّ وجلّ، فسيكون هذا التعرّف أيضاً أفضل داعٍ لاتّباعهم وطاعتهم. لأنّنا باطّلاعنا على أخلاقهم وسجاياهم والتعرّف إليها سنكتشف أنّهم أفضل الخلق، وبالتالي هم فقط من يصحّ اعتبارهم قدوة في كلّ شيء، وهم فقط من يستحقّون الطّاعة والولاء.
نماذج من مقامات وفضائل أهل البيت
إنّ معرفة فضائل أهل البيت لا تُستقى فقط من الرّوايات التي تتحدّث عن فضائلهم ومقاماتهم وقربهم من الله عزّ وجلّ. فأخلاقهم الكريمة تُفصح أيضاً عن علوّ مقامهم. وكلماتهم الحكيمة تدلّل بأنصع صورة على شموخهم في العلم والمعرفة. وعباداتهم وذكرهم الدّائم لله يكشفان عن مدى قربهم منه تعالى. وبالتالي، في معرض كلامنا عن فضائل ومقامات أهل البيت ، علينا أن نستعرض كلّ هذه الأبعاد، وإليك بعض النماذج من الروايات:
أ: مقامهم
1ـ أهل البيت شجرة النبوّة ومعدن الرّسالة
عن شهاب بن عبد ربـّه قال: سمعت الصّادق يقول: "يا شهاب نحن شجرة النبوّة ومعدن الرّسالة، ومختلف الملائكة، ونحن عهد الله وذمّته... فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد الله عزّ وجلّ وذمّته، ومن خفر ذمّتنا فقد خفر ذمّة الله عزّ وجلّ وعهده"2.
2ـ الملائكة تتقرّب إلى الله بولاية أهل البيت
عن حمّاد عن أبي عبد الله أنّه سئل: هل الملائكة أكثر أم بنو آدم؟
فقال: "والّذي نفسي بيده لملائكة الله في السّماوات أكثر من عدد التّراب في الأرض، وما في السّماء موضع قدم إلّا وفيها ملك يسبّحه ويقدّسه، ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلّا وفيها ملك موكّل بها يأتي الله كلّ يوم بعلمها والله أعلم بها، وما منهم أحد إلّا ويتقرّب كلّ يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت، ويستغفر لمحبّينا، ويلعن أعداءنا ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب إرسالا"3.
ب: أخلاقهم
1ـ إيثارهم سلام الله عليهم
عن ابن عبّاس: إنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك. فنذر عليّ وفاطمة وفضّة ـ جارية لهما ـ إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبريّ اليهوديّ ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا.
فوقف عليهم سائل فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه، وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء، وأصبحوا صياماً. فلمّا أمسوا ووضعوا الطّعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه.
ووقف عليهم أسير في الثّالثة، ففعلوا مثل ذلك.
فلمّا أصبحوا أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم! وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمّد هنّأك الله في أهل بيتك، فأقرأه السّورة 4، أي سورة الدّهر.
2ـ مكارم أخلاق الإمام عليّ بن موسى الرّضا
عن إبراهيم بن العبّاس قال: "ما رأيت أبا الحسن الرّضا جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدَي جليس له قطّ، ولا أتّكأ بين يدي جليس قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ ولا رأيته تفل ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم، وإذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب والسّائس، وكان قليل النّوم بالّليل، كثير السّهر يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصّبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر، ويقول: ذلك صوم الدّهر، وكان كثير المعروف والصّدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّق"5.
ج: عبادتهم
1ـ عبادة الإمام الحسن
قال الصّادق : "حدّثني أبي، عن أبيه أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب كان أعبد النّاس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنّشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصّراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنّار اضطرب اضطراب السّليم، وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النّار. وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلّا قال: لبيّك اللّهمّ لبيّك، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلّا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق النّاس لهجة، وأفصحهم منطقاً"6.
2ـ ذكر الإمام الباقر الدّائم لله عزّ وجلّ
قال الإمام الصّادق: "... وكان أبي كثير الذّكر. لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطّعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلّا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذّكر حتّى تطلع الشّمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر"7.
*'طريق المعارف، سلسلة المعارف الإسلامية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1-مفاتيح الجنان/ الزيارة الجامعة
2-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 24، ص 87 - 88.
3-م. ن، ص 210.
4- أهل البيت في الكتاب والسنة، محمّد الريشهري، ص 251 ـ 252.
5- عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 197 ـ 198.
6- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 43، ص 331.
7-الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 499.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق