كيف نثبت أنّ القرآن معجزة خالدة؟
((الإعجاز في القرآن))
الإعجاز العلمي
قبل عرض الآيات القرآنيّة الدالّة على إعجاز القرآن الكريم، لا بدّ من الإلفات إلى أنّ القضايا العلميّة المطروحة هي على نحوين: قوانين ونظريات.
أمّا القوانين، فهي المعادلات القطعيّة الثابتة التي لا يمكن أن يطرأ عليها أيّ تغيير، أمّا النظريّات، فهي معادلات قائمة على أسس موضوعيّة، إلاّ أنّها قابلة للتغيير والتبديل.
بناءً على ما تقدّم، فإنّه لا يصحّ أن تفسّر الآيات القرآنية بالنظريّات المطروحة، فإنّه بالإضافة إلى الخطأ المنهجيّ في ذلك، فهو قد يؤدّي إلى تزعزع الثقة بالقرآن الكريم حينما تُبدّل النظرية.
وعليه، فالإعجاز العلمي للآيات القرآنيّة يجب أن يقتصر على القوانين الثابتة، وهذا ما نتعرّض له في العناوين الآتية:
1- نشوء الكون
قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾1.
إنّ هذه الآية واضحة في أنّ أصل الكون كان كتلة واحدة ملتحمة، وهو معنى الرتق، ثم أحدث الله تعالى فيها فصلاً، وهو معنى الفتق، وقد ثبتت هذه الأطروحة علميًّا عام 1945.
2- استمرار اتساع الكون
قال الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾2.
أثبت العلم الحديث أنّ مجرّات الكواكب ما زالت تتباعد عن بعضها البعض في الفضاء الرحب، وكأنّ الكواكب تقع على سطح بالون مطاطيّ ينتفخ باستمرار، وكلّما انتفخ تباعدت الأجرام عن بعضها البعض، ولكنّها تبقى متساوية البعد عن نقطة المركز (الوهمية).
3- قانون الجاذبية
قال الله تعالى: ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾3.
ورد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه سئل عن معنى الآية فأجاب: ﴿ثَمَّ عمد ولكن لا ترونها﴾4.
وهذا ما اكتشفه العالم الإنكليزي نيوتن عام 1927 من قانون الجاذبية العامّة.
4- حركة الأرض
قال الله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾5.
تشير هذه الآية إلى ما ثبت علميًّا من حركة للأرض شبيهة بحركة المهد الذي يصنع للطفل الصغير، فيهزّ بنعومة, لينام فيه مستريحًا هادئًا.
5- كرويّة الأرض
قال تعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾6.
وقال تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾7.
وقال تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾8.
في هذه الآيات دلالة على تعدّد مطالع الشمس ومغاربها، بحيث يلازم طلوعُ الشمس على أيّ جزءٍ من أجزاء الأرض غروبها عن جزء آخر، وهذا ينسجم مع ما ثبت علميًّا، بل عيانًا من كرويّة الأرض.
6- دور الجبال
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾9.
الأوتاد جمع وتد، وهو ما له امتداد في عمق الأرض، كالوتد الذي تنصب عليه الخيمة، بحيث يُغرز قسم منه داخل الأرض.
وقد ثبت علميًّا أنّ الجبال لا تقتصر على ما يظهر على وجه الأرض، بل لها امتداد عميق داخلها، وذلك لأمرين:
الأوّل: حفظ الجبل من الانزلاق والسقوط.
الثاني: إمساك طبقات الأرض, بحيث يمنعها من الاضطراب والمَيَدان، وهذا مؤدّى قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾10.
7- نقص الأوكسجين في السماء
قال الله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾11.
تشير هذه الآية إلى ما أثبته العلم الحديث من أنّ الأوكسجين ينقص كلّما صعدنا نحو الأعلى، فعلى ارتفاع 3،5 ميلاً تصبح نسبة الأوكسجين في الهواء نصف ما هي عليه عند سطح الأرض, ممّا يسبّب شعور الإنسان الصاعد، بنحو ذلك العلوّ، بضيق الصدر نتيجة نقص الأوكسجين، وهبوط الضغط الجوّي، فيصعب التنفّس، وقد تنفجر الحويصلات الدمويّة الموجودة في الرئتين، ممّا يؤدّي إلى الموت.
8- تلقيح الرياح
قال الله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾12.
وهي تشير إلى ما اكتشفه علماء النبات من حاجة إنتاج الشجر والنبات إلى اللقاح، وأنّ للرياح دورًا في تلقيحها.
9- البرزخ بين البحرين
قال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾13.
وفيه إشارة إلى أنّ الماء المالح في البحر يلتقي بالماء العَذب، كما في بعض الينابيع البحريّة، ومع ذلك يظلّ الماء المالح بمعزل عن الماء العَذب بدون أن يختلط به، مما يسمح للبحّارة بأن يتزوّدوا من الماء العَذب في الأمكنة المحدّدة التي يعرفونها.
نقل أنَّ العالم الطبيعي الفرنسي "ميشيل كوستو" لاحظ أثناء دراسته في البحار هذه الظاهرة، من دون أن يتعرّف على تعليل لها، وصادف أن سمع من إحدى الإذاعات الآية السابقة، فانجذب إلى إيقاعها العذب، من دون أن يفهم معناها، فسأل عنها، وحينما ذكروا له معنى الآية سجد لله، وأعلن إسلامه14.
10- زوجية الموجودات
قال تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾15.
إنّ الآية تشير إلى أنّ الأزواج تشمل حتى الأشياء الجامدة التي ليس فيها حياة، وهذا يتواءم مع اكتشاف الجزيئات التي تتكوّن منها الذرّة، والتي بعضها موجب وهو البروتونات، وبعضها سالب وهو الإلكترونات، إضافة إلى جسيمات محايدة لا تحمل شحنات كهربائية تسمّى نيوترونات.
11- بصمات الإنسان
قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾16.
اكتشف العلم أنّ بصمات الإنسان في بنانه من أعقد ما فيه، وهذا ما نتج عنه اتخاذها أداة للكشف عن هويّة الأشخاص، والتمييز بينهم.
12- حديث النمل وجسمها
قال تعالى في حكايته عن قصة مرور النبي سليمان عليه السلام وجيشه على وادي النمل: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾17.
ففي هذه الآية أمران مدهشان:
الأوّل: أنّ العلم الحديث، وبعد تجارب عديدة، أثبت أنّ للنمل لغةً خاصةً يتحدّثون، بها مع بعضهم البعض.
الثاني: أنّ الله تعالى قال ﴿لَا يَحْطِمَنَّكُمْ﴾، والتحطيم يتناسب مع الجسم الزجاجي أو الشبيه به، وهذا ما أثبته العلم أيضًا, بكون جسم النملة شبيهًا بالزجاج، بحيث إنّ المرور عليه يؤدّي إلى تحطيمه.
* كتاب يسألونك عن الأنبياء، سماحة الشيخ أكرم بركات.
1- سورة الأنبياء، الآية 30.
2- سورة الذاريات، الآية 47.
3- سورة الرعد، الآية 2.
4- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق محمد تقي المصباح اليزدي ومحمد الباقر البهبودي، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1983، ج57، ص79.
5- سورة طه، الآية 53.
6- سورة الأعراف، الآية 137.
7- سورة الصافات، الآية 5.
8- سورة المعارج، الآية 40.
9- سورة النبأ، الآيتان 6-7.
10- سورة لقمان، الآية 10.
11- سورة الأنعام، الآية 125.
12- سورة الحجر، الآية 22.
13- سورة الرحمن، الآيتان 19-20.
14- بيضون، لبيب، الإعجاز العلمي في القرآن، ص 166-167.
15- سورة الذاريات، الآية 49.
16- سورة القيامة، الآيتان 3-4.
17- سورة النمل، الآية 18..
((الإعجاز في القرآن))
الإعجاز العلمي
قبل عرض الآيات القرآنيّة الدالّة على إعجاز القرآن الكريم، لا بدّ من الإلفات إلى أنّ القضايا العلميّة المطروحة هي على نحوين: قوانين ونظريات.
أمّا القوانين، فهي المعادلات القطعيّة الثابتة التي لا يمكن أن يطرأ عليها أيّ تغيير، أمّا النظريّات، فهي معادلات قائمة على أسس موضوعيّة، إلاّ أنّها قابلة للتغيير والتبديل.
بناءً على ما تقدّم، فإنّه لا يصحّ أن تفسّر الآيات القرآنية بالنظريّات المطروحة، فإنّه بالإضافة إلى الخطأ المنهجيّ في ذلك، فهو قد يؤدّي إلى تزعزع الثقة بالقرآن الكريم حينما تُبدّل النظرية.
وعليه، فالإعجاز العلمي للآيات القرآنيّة يجب أن يقتصر على القوانين الثابتة، وهذا ما نتعرّض له في العناوين الآتية:
1- نشوء الكون
قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾1.
إنّ هذه الآية واضحة في أنّ أصل الكون كان كتلة واحدة ملتحمة، وهو معنى الرتق، ثم أحدث الله تعالى فيها فصلاً، وهو معنى الفتق، وقد ثبتت هذه الأطروحة علميًّا عام 1945.
2- استمرار اتساع الكون
قال الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾2.
أثبت العلم الحديث أنّ مجرّات الكواكب ما زالت تتباعد عن بعضها البعض في الفضاء الرحب، وكأنّ الكواكب تقع على سطح بالون مطاطيّ ينتفخ باستمرار، وكلّما انتفخ تباعدت الأجرام عن بعضها البعض، ولكنّها تبقى متساوية البعد عن نقطة المركز (الوهمية).
3- قانون الجاذبية
قال الله تعالى: ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾3.
ورد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه سئل عن معنى الآية فأجاب: ﴿ثَمَّ عمد ولكن لا ترونها﴾4.
وهذا ما اكتشفه العالم الإنكليزي نيوتن عام 1927 من قانون الجاذبية العامّة.
4- حركة الأرض
قال الله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾5.
تشير هذه الآية إلى ما ثبت علميًّا من حركة للأرض شبيهة بحركة المهد الذي يصنع للطفل الصغير، فيهزّ بنعومة, لينام فيه مستريحًا هادئًا.
5- كرويّة الأرض
قال تعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾6.
وقال تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾7.
وقال تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾8.
في هذه الآيات دلالة على تعدّد مطالع الشمس ومغاربها، بحيث يلازم طلوعُ الشمس على أيّ جزءٍ من أجزاء الأرض غروبها عن جزء آخر، وهذا ينسجم مع ما ثبت علميًّا، بل عيانًا من كرويّة الأرض.
6- دور الجبال
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾9.
الأوتاد جمع وتد، وهو ما له امتداد في عمق الأرض، كالوتد الذي تنصب عليه الخيمة، بحيث يُغرز قسم منه داخل الأرض.
وقد ثبت علميًّا أنّ الجبال لا تقتصر على ما يظهر على وجه الأرض، بل لها امتداد عميق داخلها، وذلك لأمرين:
الأوّل: حفظ الجبل من الانزلاق والسقوط.
الثاني: إمساك طبقات الأرض, بحيث يمنعها من الاضطراب والمَيَدان، وهذا مؤدّى قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾10.
7- نقص الأوكسجين في السماء
قال الله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾11.
تشير هذه الآية إلى ما أثبته العلم الحديث من أنّ الأوكسجين ينقص كلّما صعدنا نحو الأعلى، فعلى ارتفاع 3،5 ميلاً تصبح نسبة الأوكسجين في الهواء نصف ما هي عليه عند سطح الأرض, ممّا يسبّب شعور الإنسان الصاعد، بنحو ذلك العلوّ، بضيق الصدر نتيجة نقص الأوكسجين، وهبوط الضغط الجوّي، فيصعب التنفّس، وقد تنفجر الحويصلات الدمويّة الموجودة في الرئتين، ممّا يؤدّي إلى الموت.
8- تلقيح الرياح
قال الله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾12.
وهي تشير إلى ما اكتشفه علماء النبات من حاجة إنتاج الشجر والنبات إلى اللقاح، وأنّ للرياح دورًا في تلقيحها.
9- البرزخ بين البحرين
قال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾13.
وفيه إشارة إلى أنّ الماء المالح في البحر يلتقي بالماء العَذب، كما في بعض الينابيع البحريّة، ومع ذلك يظلّ الماء المالح بمعزل عن الماء العَذب بدون أن يختلط به، مما يسمح للبحّارة بأن يتزوّدوا من الماء العَذب في الأمكنة المحدّدة التي يعرفونها.
نقل أنَّ العالم الطبيعي الفرنسي "ميشيل كوستو" لاحظ أثناء دراسته في البحار هذه الظاهرة، من دون أن يتعرّف على تعليل لها، وصادف أن سمع من إحدى الإذاعات الآية السابقة، فانجذب إلى إيقاعها العذب، من دون أن يفهم معناها، فسأل عنها، وحينما ذكروا له معنى الآية سجد لله، وأعلن إسلامه14.
10- زوجية الموجودات
قال تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾15.
إنّ الآية تشير إلى أنّ الأزواج تشمل حتى الأشياء الجامدة التي ليس فيها حياة، وهذا يتواءم مع اكتشاف الجزيئات التي تتكوّن منها الذرّة، والتي بعضها موجب وهو البروتونات، وبعضها سالب وهو الإلكترونات، إضافة إلى جسيمات محايدة لا تحمل شحنات كهربائية تسمّى نيوترونات.
11- بصمات الإنسان
قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾16.
اكتشف العلم أنّ بصمات الإنسان في بنانه من أعقد ما فيه، وهذا ما نتج عنه اتخاذها أداة للكشف عن هويّة الأشخاص، والتمييز بينهم.
12- حديث النمل وجسمها
قال تعالى في حكايته عن قصة مرور النبي سليمان عليه السلام وجيشه على وادي النمل: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾17.
ففي هذه الآية أمران مدهشان:
الأوّل: أنّ العلم الحديث، وبعد تجارب عديدة، أثبت أنّ للنمل لغةً خاصةً يتحدّثون، بها مع بعضهم البعض.
الثاني: أنّ الله تعالى قال ﴿لَا يَحْطِمَنَّكُمْ﴾، والتحطيم يتناسب مع الجسم الزجاجي أو الشبيه به، وهذا ما أثبته العلم أيضًا, بكون جسم النملة شبيهًا بالزجاج، بحيث إنّ المرور عليه يؤدّي إلى تحطيمه.
* كتاب يسألونك عن الأنبياء، سماحة الشيخ أكرم بركات.
1- سورة الأنبياء، الآية 30.
2- سورة الذاريات، الآية 47.
3- سورة الرعد، الآية 2.
4- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق محمد تقي المصباح اليزدي ومحمد الباقر البهبودي، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1983، ج57، ص79.
5- سورة طه، الآية 53.
6- سورة الأعراف، الآية 137.
7- سورة الصافات، الآية 5.
8- سورة المعارج، الآية 40.
9- سورة النبأ، الآيتان 6-7.
10- سورة لقمان، الآية 10.
11- سورة الأنعام، الآية 125.
12- سورة الحجر، الآية 22.
13- سورة الرحمن، الآيتان 19-20.
14- بيضون، لبيب، الإعجاز العلمي في القرآن، ص 166-167.
15- سورة الذاريات، الآية 49.
16- سورة القيامة، الآيتان 3-4.
17- سورة النمل، الآية 18..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق