الأحد، 27 ديسمبر 2015

دراسة بريطانية حديثة : فيتامين د هو مفتاح علاج القولون العصبي

دراسة بريطانية حديثة : فيتامين د هو مفتاح علاج القولون العصبي


يعتقد الخبراء بأن الأشخاص الذين يعانوا من متلازمة القولون العصبي لا يحصلون علي كفاية من أشعة الشمس . وذلك وفقاً لدراسة بريطانية حديثة تمت في جامعة شيفليد البريطانية وتم نشرها  في الدورية البريطانية المفتوحة  لإضطرابات الجهاز الهضمي . وجد فيها العلماء بأن 82 %  من مرضي متلازمة القولون العصبي يعانوا من نقص فيتامين  د . يتم إنتاج فيتامين د  عندما تتعرض لأشعة الشمس . كما يوجد بشكل طبيعي في الأغذية الصحية بما فيها الحليب، التونة .

القولون العصبي

تشير الدراسة إلي أن مكملات فيتامين د تساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي . ويذكر الدكتور برنادر كورف، رئيس الفريق البحثي في الجامعة بأن ” أظهر البحث بأن هناك حوالي  23 شخص من إجمالي 25 فرد يعانوا من أمراض القولون العصبي يعانوا أيضاً من نقص فيتامين د . ”


يعد القولون العصبي إضطراب مزمن ومنهك للجهاز الهضمي ويتم تشخيص ما يقرب من 15 % من سكان العالم بهذا المرض . حيث تحدث إلتهابات في الأمعاء وتظهر أعراض مثل الإسهال، الإمساك، ألام متكررة في البطن، تقلصات المعدة، الشعور بإنتفاخ، مخاط في البراز هذه الأعراض قد تختلف درجتها من شخص إلي أخر  .

وحتي الأن فإن الأطباء ليسوا متأكدين من أسباب حدوث القولون العصبي ولكن من المعروف للجميع بأن النظام الغذائي والإجهاد الناتج عن التغير الروتين اليومي.  . أو قد يوجد عند الأشخاص الذين يعانوا من مستويات السيروتونين عالية وهي مادة كيميائية لها  دور كبير في وظائف الجهاز الهضمي . كما أن التغيرات الهرمونية عند المرأة تلعب دور كبير في حدوث تقلصات المعدة والإصابة بالقولون العصبي .


و نتيجة لهذه العوامل يتعايش الكثير مع القولون العصبي . ويقول دكتور كورف أن ” القولون العصبي حالة  غير مفهومة مما يؤثر بشدة علي حياة المرضي ولا يوجد سبب محدد له ” .

قام فريق العلماء في جامعة شيفليد البريطانية بفحص حوالي 51 مريض ومعرفة مستويات فيتامين د لديهم وتبين أن معظهم يعاني من نقص فيتامين د . ويذكر الدكتور كورف بأن ” المصابين بالقولون العصبي يعانوا من نقص فيتامين د ”


تذكر فيكي جرانت الباحثة بأنها كانت تعاني من القولون العصبي لأكثر من 30 عاماً وعند البدء في تناول جرعة من مكملات فيتامين د لمدة 5 سنوات شهد حالته الصحية تحسن كبير جداً .  وانها قرأت العديد من العلاجات لمرضي القولون العصبي وكان أكثرها فعالية إستخدام فيتامين د .

مصادر  طبيعية للحصول علي فيتامين د لعلاج القولون العصبي :

سمك السلمون :      

الأسماك الدهنية بصفة عامة تحتوي علي نسبة عالية من فيتامين د  سواء كانت التونة، السلمون، الهلبوت .  يحتوي  85 جرام سلمون علي 250 وحدة من فيتامين د  وهي نسبة قريبة جداً من الكمية الموصي بها يومياً من فيتامين د  للجسم .

عصير البرتقال :

يحتوي كل كوب عصير برتقال علي 100 وحدة من فيتامين د  وبالتالي يساعد الجسم علي زيادة إمتصاص العظام للكالسيوم والمعادن الأخري التي تحمي العظام من الإصابة بهشاشة العظام والأمراض الأخري .

 حليب جوز الهند :

منتجات الألبان بصفة عامة تحتوي علي نسبة جيدة من فيتامين د الصحي اللازمة لعلاج الجسم من الأمراض المختلفة منها تقليل ضغط الدم، الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكلي .

فالكوب الواحد من حليب جوز الهند يحتوي علي 25 % من الكمية اليومية الموصي بها لفيتامين د


تناول الألياف الغذائية :

الألياف بصفة عامة مفيدة جداً في علاج القولون العصبي، وينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف لأنها تساعد في تقليل الإمساك والغازات والإنتفاخ  . لذلك، قم بإدراج الأطعمة الغنية بالألياف في نظامك الغذائي مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، البقوليات .

البيض :

يعد البيض من الأطعمة الغنية بفيتامين د ويوفر كمية مناسبة من إحتياجات الجسم لفتيامين د يومياً.

الحبوب الكاملة :

تحتوي الحبوب الكاملة علي نسبة  جيدة من فيتامين د  قد تصل الكمية المتوسط من الحبوب الكاملة علي نصف الكمية الموصي بها من فيتامين د يومياً .

كما ينصح الأطباء بكثرة تناول الماء والسوائل والإبتعاد تماماً عن المشروبات التي تحتوي علي نسبة عالية من الكافيين لأن تؤدي إلي حدوث إضطرابات المعدة المختلفة وينصح بتناول 8 لتر ماء يومياً .

بالإضافة علي ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام لأنها تساعد في تقليل الإجهاد والتوتر وبالتالي الحصول علي حركة أمعاء طبيعية وتحسن الإصابة بالقولون العصبي .

الفرق بين المرهم والكريم وما هو الأفضل ؟

الفرق بين المرهم والكريم وما هو الأفضل ؟



بالتأكيد أنت على الأقل مرة واحدة سألت نفسك ماهو الفرق بين المرهم والكريم؟ وإيهما أفضل في الإستخدام وفي النتائج أيضا ؟  من المعروف إنه يتم تصنيع العديد من الأدوية المخصصة للاستخدام على الجلد ويمكن ان تكون كريمات أو مراهم، ومن أمثلة لهذه الأدوية الموضعية الكورتيزون والمضادات الحيوية، وتوجد العديد من المرطبات في شكل كريم أو شكل مرهم، ولكن هل  هناك فرق في الدواء الذي يأتي في شكل كريم بالمقارنة مع المرهم ؟ وما هو النوع الأفضل للاستخدام ؟ ، للتعرف على هذه المعلومات عليك متابعة قراءة هذه المقالة .

الفرق-بين-المرهم-والكريم

اليوم سنعرفك على الفرق بين المرهم والكريم وما هو الأفضل

أولا، الكريمات :

هي مزيج نصفه تقريبا ماء ونصفه الاخر زيت، ويتم فرده بسهولة، ويتم امتصاصها بشكل جيد، ويمكن غسله بالماء، وعادة يتم تعبئه الكريمات في أنبوب لأن ملمسة سميك قليلا .

ثانيا المراهم :

المراهم تتكون من 80٪ زيوت و 20٪ من المياه، ويتكون عنصر الزيت من الهيدروكربونات، مثل الزيوت المعدنية أو الفازلين، والمراهم ذات ملمس دهني وهذا يعنى أنه يبقى على سطح الجلد ولا يتم امتصاصه بشكل جيد. مكونات الماء والزيت في الكريمات والمراهم تخدم في المقام ا�

١٠ فوائد و أستخدامات مدهشة للملح الإنجليزي

١٠ فوائد و أستخدامات مدهشة للملح الإنجليزي



إن الملح الإنجليزي له العديد من الفوائد الصحية بالإضافة إلى استخداماته الجمالية، وهو يتكون في الأساس من المركب الكيميائي كبريتات المغنيسيوم ، فالمغنيسيوم هو احد مكونات خلايا الإنسان وينظم عمل أكثر من 325 إنزيم بالجسم ويلعب دور هام في بعض الوظائف الحيوية بالجسم، كما أن نقص عنصر المنجنيز بالجسم يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات الصحية ومن أهمها ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام والصداع النصفي

الملح الإنجليزي




أما الكبريتات فهي تلعب دورا هاما في تكوين نسيج المخ وفي تحسين قدرة الجسم على امتصاص المواد المغذية كما تساعد كذلك على إزالة السموم من الجسم من خلال عملية detoxification

ولأن كبريتات المنجنيز يمكن امتصاصها من خلال الجلد فإنه يمكنك عمل حمام بالملح افنجليزي لتمد جسمك بفوائدة الصحية، والملح الإنجليزي يمكن استخدامه موضعيا أو عن طريق تناوله. وفيما يلي سوف نقوم بعرض

١٠ فوائد  و أستخدامات مدهشة للملح الإنجليزي

1- تقليل الشعور بالتعب والإجهاد

إن الملح الإنجليزي يساعدك على استعادة الراحة والهدوء بعد الشعور بالتعب والإجهاد حيث أن الإجهاد يقلل المغنيسيوم بالجسم ويزيد من مستويات الأدرينالين، والمنجنيز يلعب دورا هاما في زيادة إفراز السيرتونين (هرمون السعادة) والمركبات الكيميائية الأخرى التي تساعد على تحسين المزاج، مما يساعد على زيادة الشعور بالراحة والاسترخاء كما يساعد على علاج الأرق

– قم بإضافة كوب من الملح الإنجليزي إلى الماء الدافئ بالبانيو

– ثم اجلس به لمدة 20 دقيقة حتى تشعر بالاسترخاء

– كرر ذلك لمدة 3 مرات كل أسبوع

2- إزالة السموم من الجسم

يساعد الملح الإنجليزي بشكل فعال جدا في عملية إزالة السموم من الجسم فالمغنيسيوم  هام ومفيد جدا لإزالة السموم من الخلايا، كما يساعد على ازالة الملوثات البيئية من الجسم والتي قد تتسبب في حدوث الأمراض

– قم بإضافة كوب أو اثنين من الملح الإنجليزي في البانيو المليئ بالماء الدافئ واجلس به لمدة من 10 إلى 15 دقيقة وكرر ذلك مرتين كل أسبوع.

3- يخفف من تشنجات العضلات

إن الملح الإنجليزي يساعد على تخفيف تشنجات العضلات وتخفيف آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية ويقلل الالتهابات مما يساعد على استرخاء وشفاء العضلات

– قم بعمل عجينة من الملح الإنجليزي والماء الدافئ ثم قم بتطبيقها على المنطقة المصابة لمدة من 15 إلى 20 دقيقة

– أو – قم بإضافة بإضافة كوب من الملح الإنجليزي إلى الماء الدافئ في البانيو واجلس به لمدة 20 دقيقة على الأقل كي تحصل على فوائده ويمتصه جسمك

4- يسكن الآلام

إن الملح افنجليزي له دور هام وفعال في تهدئة الآلام والالتهابات كما يعمل المنجنيز على ضبط الرقم الهيدروجيني بالجسم، وهو يساعد على تخفيف الألم الناتج عن الالتهابات وآلام المفاصل بما فيها النقرص، كما يساعد على زيادة صحة العظام والجهاز العصبي

– قم بإضافة ملعقتين من الملح الإنجليزي إلى الماء الدافئ

– ثم قم بوضع الجزء المتعب من جسدك به لمدة من 20 إلى 30 دقيقة

– كرر عمل ذلك 3 مرات يوميا



5- زيادة كثافة الشعر

إن الملح الإنجليزي صحي ومفيد جدا للشعر حيث أنه يحافظ على صحة فروة الرأس وغزالة الزيوت الزائدة بها ويحافظ على الشعر من التساقط ويزيد كثافة الشعر كما أن العناصر المعدنية في الملح الإنجليزي تساعد على إصلاح الشعر التالف

– قم بخلط كميات متساوية من كونديشينر الشعر والملح الإنجليزي، ضعه على شعرك واتركه لمدة من 15 إلى 20 دقيقة ثم اغسل شعرك بالماء البارد، وكرر ذلك مرة واحدة أسبوعيا

– وإذا كان شعرك من النوع الدهني فقم بإضفة قليل من الملح الإنجليزي إلى الشامبو ثم اغسل شعرك به كالمعتاد ، ويمكنك تكرار ذلك مرتين كل أسبوع

6- تقشير الجلد

إن الملح افنجليزي هام جدا للحصول على جلد صحي وناعم، وضروري من أن تقوم بعمل تقشير لجسمك مرتين بالأسبوع، حيث أن ذلك يساعد على التخلص من خلايا الجلد الميتة والزيوت من المسام التي تتسبب في ظهور الرؤس السوداء والبقع

– قم بفرك بشرتك بالملح الإنجليزي لإزالة خلايا الجلد الميتة ثم اشطفه بالماء الدافئ

– أو – قم بخلط حفنة من الملح الإنجليزي مع ملعقة من زيت الزيتون ثم افرك بها بشرتك ثم اشطفه

يمكنك عمل ذلك مرة واحدة أسبوعيا للحصول على جلد صحي وناعم

7- علاج حروق الشمس

يساعد الملح الإنجليزي على علاج حروق الشمس وتقليل الالتهابات وتقليل التهيج والألم الناتج عن حروق الشمس

– لعلاج اليدين والأرجل قم بخلط ملعقتين من الملح الإنجليزي مع كوب من الماء وضعه في زجاجة سبراي ثم قم برشه على الأجزاء المصابة، واتركه عليها لمدة 10 دقائق ثم قم بأخذ حمام، ويمكنك تكرار ذلك عدة مرات بالأسبوع حتى تلاحظ تحسن الحالة

– أو – قم بملئ البانيو بالماء الفاتر وأضف إليه كوب من الملح الإنجليزي وقلبه جيدا حتى يذوب الملح في الماء وأضف إليه قليلا من زيت اللافندر واجلس به لمدة 20 دقيقة

8- علاج مشاكل القدمين

إن مشاكل القدمين سواء الألم أو الرائحة أو الجفاف يمكن التغلب عليها عن طريق استخدام الملح الإنجليزي

– وللتخلص من رائحة القدم الكريهة قم بإضافة نصف كوب من الملح الإنجليزي إلى وعاء به ماء دافئ وضع قدميك به لمدة 10 دقائق وكرر ذلك يوميا

– وللتخلص من فطريات الأظافر قم بنقع القدمين أيضا في الماء المضاف إليه حفنة من الملح الإنجليزي 3 مرات يوميا




9- تحسين صحة القلب

الملح الإنجليزي كذلك هام لصحة القلب نظرا لأن لوجود الماغنسيوم  الهام للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية كما أنه ينشط الدورة الدموية ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

– قم بعمل حمام مائي بالملح الإنجليزي 3 مرات أسبوعيا للحصول على تلك الفائدة

10- تحسين الهضم

يساعد الملح الإنجليزي على إزالة السموم والفضلات من الجسم والجهاز الهضمي ويعمل كملين ويعالج الإمساك

– قم بإضافة ملعقة أو ملعقتين من الملح الإنجليزي إلى كوب من الماء الدافئ وتناوله على معدة فارغة مرة واحدة أسبوعيا، ولن لاحظ أنه عند تناول الملح الإنجليزي فإنه قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية كالإسهال أو التهيج ولذلك يجب أن تستشير الطبيب قبل أن تتناوله

هــام: لا يستحب أبدا إعطاء الملح الإنجليزي للامهات الحوامل أو المرضعات أو مرضى الكلى والسكري وكذلك الأطفال الأقل من 6 سنوات.

زواج النبي (ص) من خديجة عليها السلام ((زواج الرسول والسيدة خديجة))


زواج النبي (ص) من خديجة عليها السلام
((زواج الرسول والسيدة خديجة))

كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي معروفة في مكة بالعفة والجمال والغنى والعقل والحكمة، فسميت بسيدة قريش والطاهرة.

والمرأة التي تمتلك هذه الصفات يسعى الرجال للزواج منها لكنها رفضت كل الخاطبين لها، ثم تقدمت إلى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليخطبها. فكلمت هالة أخت خديجة عمار بن ياسر، الذي أخبر بدوره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بخطبة خديجة له.

فذهب أبو طالب خاطبا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى عمها عمرو بن أسد أثر مقتل أبيها في حرب الفجار.

وكانت خديجة قد ردت الخاطبين القرشيين وغيرهم لها، وعلى رأسهم أبو سفيان، وأبو جهل، وعقبة بن أبي معيط.

فتمت الموافقة، وحصل الزواج بينهما. فحسدت نساء قريش خديجة لزواجها بأفضل وأكمل وأشرف الناس محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).

وحسد الطغاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لزواجه بسيدة نساء قريش المسماة بالطاهرة المرأة الشريفة الغنية العفيفة.

ومن صور حسد طغاة قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، تصويرهم مبعثه ببطولة ورقة بن نوفل، بمجئ خديجة بزوجها إلى ورقة بن نوفل خائفا مترددا حائرا ! فأخبره ورقة بن نوفل بأن ذلك الناموس الأكبر الذي نزل على عيسى ( عليه السلام )!

والحقيقة أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عارفا بنبوته منذ طفولته شأنه شأن عيسى ( عليه السلام ) الذي قال في مهده: ( آتاني الكتاب وجعلني نبيا ).

وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعبد الله تعالى في غار حراء انتظارا لنزول القرآن الكريم، ومن المضحك ادعاء معرفة الكهان والرهبان والملوك بنبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يعرف هوبذلك !

ومن المفيد جدا ذكر خطبة الزواج التي قالها أبو طالب لمعرفة إيمان بني هاشم بالتوحيد والنبوة قبل البعثة وجاء فيها: " الحمد لرب هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه. ثم إن ابن أخي هذا - يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلا في المال، فإن المال
رفد جار، وظل زائل، وله في خديجة رغبة. وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله. وله - ورب هذا البيت - حظ عظيم ودين شائع ورأي كامل. وهي تدل على سمو مرتبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على خديجة من الناحية الشخصية، والقبلية، والنسبية، والدينية. ولم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقيرا في وقتها لأنه عاد من سفرته التجارية من الشام رابحا، ومما يؤكد ذلك ما جاء في رواية أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمهرها عشرين بكرة.

وأنا أميل إلى هذه الرواية الموافقة لما جاء في القرآن الكريم من كون المهر على الرجال دون النساء في قوله تعالى: (... وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا... ).

وقال شعيب ( عليه السلام ) في قضية مهر ابنته التي تزوجها موسى ( عليه السلام ): ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك، وما أريد أن أشق عليك... ).

وفي الرواية أمهرها النبي ( صلى الله عليه وآله) خمسمائة درهم لذا قال العلامة الحلي: من تزوج على كتاب الله وسنة نبيه ولم يسم مهرا فمهرها خمسمائة درهم وهو مهر السنة.

وقالوا: " إن خديجة قد ردت بلطف مهر زواجها الذي دفعه أبو طالب ودفعته هي من ما لها. فقال رجال: يا عجبا المهر على النساء للرجال ! !

فغضب أبو طالب وقال: إذا كان مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان.

* زواج النبي وبناته / حاتم الطائي_ زواج خديجة.

أهمية الوحدة ((الوحدة الإسلامية))


أهمية الوحدة
((الوحدة الإسلامية))

من الأمور التي كثر الحديث عنها في أيامنا، مسألة الوحدة الإسلامية، والتي تغص المنابر الإعلامية والثقافية بالدعوة لها ومحاولة تثبيتها في فكر الناس، وتجسيدها عملاً بين المسلمين. 

ومن المناسب في هذا التمهيد أن نذكر الجذر الإسلامي لهذه الفكرة، فالفكرة أساساً لم تكن منطلقة من فكرِ شخصي واجتهاد واستنساب يُظنُّ فيه المصلحة للناس، بل إن أساسها وجذرها الحقيقي من قلب الشريعة الإسلامية، وهذا يميزها بأمور: 

1 ـ أنها فكرة أصيلة بحد ذاتها وثقافة من قلب الإسلام ولم تستورد إليه ولم تخترع لظروف سياسية أو مرحلية.

2 ـ تمتلك هذه المسألة بعداً ثقافياً يجعلها فكرة قابلة للإقناع لأنها تعني كلَّ مسلم، وكل ذي ثقافة إسلامية أصيلة. 

3 ـ أنها مسألة قابلة للدوام بسبب كونها أصيلة بخلاف الثقافات التي لا تعتمد على أساس ثابت، ولهذا فإن الوحدة الإسلامية يمكن أن تكون حلاً لمسائل المسلمين في جميع العصور.

الإمام الخميني قدس سره رائد الوحدة
في الوقت الذي كانت الأمة الإسلامية في حالة من الاحتضار على كل مستوياتها، قامت ثورة مباركة، قام بها شعب أعزل بقيادة العالم الزاهد الشجاع القائد السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره في إيران، والتي كانت مرتعاً للمخابرات الأجنبية ولا سيما الأمريكية والصهيونية، وأرضا مسلوبة الخيرات مسخرة لتنفيذ المآرب الكبرى لقوى الاستكبار العالمي وأذنابه من الحكام الذين باعوا ضمائرهم وشعوبهم ليصبحوا مجرد أداة بيد أسيادهم الإمبرياليين الطامعين بالسيطرة على مقدرات العالم.

قيام هذه الثورة المباركة أحبط الكثير من المؤامرات، وأهمها التي كانت تحاك لتوسعة الشق الكبير في الأمة الواحدة، فلطالما كانت التفرقة بين مذاهب الأمة من الأساليب الدنيئة التي ينتهجها العدو الطامع للسيطرة على الأمم الأخرى، فقاعدة فرق تسد تاريخيا لم يخل عهد ولا زمان من رموز انتهجت هذه القاعدة كأسلوب ناجح تتوصل به إلى الهيمنة في بعض الأحيان، ولاستتباب الهيمنة في موارد أخرى، فإن السيطرة على أمة ممزقة، ومتكالبة على أطرافها غافلة عما يحاك لها أمرٌ في غاية السهولة، ولا يكلف العدو إلا عناء جني الثمار بعد أن أنضجتها الخلافات والنزاعات. 

ولوعي الإمام الخميني قدس سره في تلك الفترة لخطورة الأمر على الأمة، فقد ركز في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم، وهذا ما سنحاول الإضاءة على أبعاده حيث يصح القول بحق إن أفضل من دعا إلى الوحدة وكرسها عملا ً في حياته وأورثها للأجيال هو الإمام الخميني. 

الجذر القرآني للوحدة الإسلامية
يقول الله تعالى في محكم قرآنه:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾1. 

إن الآية الشريفة تتحدث بوضوح عن التوحد ونبذ الاختلاف بين المسلمين، حيث تدعوهم للاعتصام أي التمسك جميعاً بحبل الله، والاعتصام يكون طلباً للعصمة وهي الحفاظ والغطاء، وهذا يعني أن في ترك هذا الاعتصام الهلاك الحتمي وهذا ما يكون من خلال التفرق والاختلاف على الأمور الصغيرة.

كما أن الله سبحانه وتعالى يمتن علينا بنعمة الإسلام هذا الدين الذي يجمعنا جميعاً على كل اختلافاتنا في دائرة واحدة، بعد أن كانت تفرقنا القوميات والعشائر والمناطق والشعب، فحين هدى الله تعالى الناس برسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجهم من ظلام هذه القواقع الفارغة إلى رحابة الإسلام دين الإنسانية والرحمة والسلام، وهذا من أكبرِ نعم الله تعالى علينا. 

وكذلك نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الوحدة وتحذر من الإختلاف وسنستعرض بعضها، فمنها قول الله تعالى:

﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾2. 

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾3.

﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾4.

﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَا هُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾5.

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾6.

﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾7.

ومن هنا فإن الإمام الخميني قدس سره طالما أكد على أهمية وعي الأساس الديني والقرآني للوحدة ومما قاله في هذا الإطار: 
"القرآن وضع عقد الأخوة بين جميع المسلمين، وإنني آمل أن يكون جميع إخواننا في أطراف إيران سواء الأخوة أهل السنة أو إخواننا أهل التشيع ـ وجميع أبناء هذا الشعب من الأقليات الدينية متّحدين فيما بينهم، ويتعاملون كالأخوة، حتى تتقدم البلاد، وتطبق فيها أحكام الإسلام، ويتحقق رفاه جميع المسلمين وجميع الذين يسكنون في هذا البلد الإسلامي. وأنا آمل أن لا تتصور الشعوب الإسلامية إننا في زاوية وأنهم في زاوية أخرى، فالقرآن اعتبركم إخوة جميعاً، ووضع عقد الأخوة بينكم، فالمؤمن والمسلم الذي يتواجد في آخر نقطة من العالم وذلك المؤمن والمسلم الذي يتواجد في أول نقطة من العالم وبينهما ما بين المشرق والمغرب هما أخوان ولا يفصلهما شيء عن بعضهما، ويجب أن يكون إخوة ـ كما يحكم الإسلام بذلك ـ ولا يتفرقوا، وأن يعتبروا مصالحهم هي مصالح الإسلام ومصالح جميع الشعوب، وأن يعتبر كل شعب أن مصلحة الشعب الآخر هي مصلحته أيضاً، وأن يكون المؤمنون أينما كانوا أخوة فيما بينهم ويتعاملون بأخوة، وأن يعتبروا اعتداء أي ظالم على دولة إسلامية اعتداءً عليهم. وإنني آمل ـ ومن خلال النظر لهذا الحكم الإسلامي الذي يعتبر جميع الناس، جميع المسلمين، أخوة فيما بينهم ـ أن تسيطر هذه الدول على مصالحها، وأن تنتصر جميع الدول الإسلامية على القوى العظمى، ويوفقوا لتطبيق الأحكام الإسلامية حتى النهاية". 

ولطالما حذَّر مما حذر منه القرآن الكريم وهو التنازع والتناحر حيث يقول قدس سره:
"اليوم على الجميع أن يتحدوا مع بعضهم، وأن لا يتنازعوا بموجب تعليمات الإسلام والقرآن الكريم. فالتنازع ممنوع حسب أوامر القرآن مهما كان نوعه. وإذا تنازعوا فإنه يؤدي إلى الفشل، وتذهب ريحهم، سواء الأشخاص أو الشعوب. وهذه أوامر الله. إن الذين يدعون الإسلام، ويسعون من أجل زرع الفرقة والتنازع لم يجدوا ذلك الإسلام الذي كتابهالقرآن، وقلبته الكعبة، ولم يؤمنوا بالإسلام. إن الذين آمنوا بالإسلام إنما هم الذين يقبلون القرآن ومحتوى القرآن الذي يقول (إنمّا المؤمنون إخوة) فيلتزمون بكل ما تقتضيه الأخوّة. تقتضي الأخوة أن يتأثر جميع الإخوان أينما كانوا إذا ألمّت بكم مشكلة، وأن يفرحوا جميعاً لفرحكم". 

الوحدة الإسلامية في السنة الشريفة

تظافرت الروايات الشريفة الكثيرة التي تحذر من الخلاف والفرقة من خلال التأكيد على منع الأساليب التي تؤدي إليها وسنذكر بعضا من هذه الأساليب التي نهت عنها الروايات: 

1ـ التكفير:
والتكفير من أخطر الأمور التي يمكن تصورها في هذا المجال، فهو الحائط والسد الكبير الذي يطيح بالحوار الهادف للوصول إلى الحق، ويحل مكانه إخراج من الدين وقطع للتواصل، ومن الروايات التي نهت عن التكفير ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله"8. 

ويروي بلال الحبشي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بلال ناد في الناس من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة أو شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة"9. 
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: " المرء مع من أحب، ومن قال لا إله إلا الله دخل الجنة"10.


2 ـ التقاتل: 
والتقاتل فيما بين المسلمين هو الذروة التي ينتظرها كل شامت أو مقتنص للنيل من الأمة والدين، وهذا ما حذرت منه الروايات أيضاً، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال: قلت: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي". 

وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في إحدى خطبه في الحج: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم"11. 

وهكذا كان إمامنا الراحل قدس سره على منهاج نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يحذر دائماً من هذه الأساليب التي تزرع الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة، وما أبلغ قوله حين يقول قدس سره:
"من أيّ لسان انطلق الاختلاف، فإن ذلك اللسان لسان شيطان"12.

ومن أقواله أيضاً:
ـ الفرقة من الشيطان، والاتحاد ووحدة الكلمة من الرحمن.

ـ أعزائي... اجتنبوا الاختلاف فإنّه من إلهام إبليس. 

ـ إذا واجهنا بعضنا بعضاً فإنّنا لن نجني شيئاً سوى استغلال الآخرين لوضعنا. 

ـ إذا كنا مختلفين في الأسلوب أو الرأي، فعلينا أن نجلس لنتحاور ونطرح مشاكلنا ونحلّها في جو هادئ.

ـ فإذا اشتبكنا فيما بيننا، وكفّرت أنا فلاناً، وكفّرني هو، فإنّ كلينا سنسقط في نظر الشعوب، وستنفضّ عنا الجماهير13. 


مخاطر التفرق

لو دققنا النظر فيما يجلبه التفرق من المخاطر على الأمة لألفيت كل أفراد الأمة يتحملون المسؤولية في الحفاظ على توحدها وعدم حصول النزاعات فيها، فالمشكلة الأساسية هي في عدم الوعي لدى الكثيرين بأن هذه الإختلافات لا تستدعي نزاعاً ولا ملاحاة بين أفرادها، ولا يصل الأمر حتى للتكفير والإخراج من الدين، وهذا الأمر يعتبر سهل العلاج نسبة إلى غيره من المخاطر، فالخطورة الكبرى متمثلة في الرؤوس الكبيرة المسيطرة على مراكز المسؤولية في بلداننا الإسلامية، فرغم أنهم واعون كل الوعي لهذه المؤامرة الكبرى التي يحاك لها في الليل والنهار، رغم هذا فإنهم لا يهبون لمقارعة هذا المشروع الخطر على حاضرها ومستقبلها، وعلى كراسيهم أيضاً، ويخلص الإمام قدس سره في نهاية المطاف إلى تشخيص مكامن الخطر على الأمة في مشكلتين أساسيتين يقول قدس سره:
" إننا نعلم، وكذلك المسلمون، بل المهم أن الحكومات الإسلامية تعلم أيضاً، أن ما لحق ويلحق بنا ناتج عن مشكلتين:

الأولى:
هي المشكلة بين الدول ذاتها، حيث لم تتمكن حتى الآن ـ ومع الأسف ـ من حلها، وهي مشكلة الاختلاف فيما بينهم. ويعلمون أن سبب جميع مصائب المسلمين هي هذه الاختلافات، ونحن تحدثنا عن هذا الموضوع منذ ما يقرب من عشرين سنة، وقلنا وكتبنا ودعونا قادة هذه الدول للاتحاد، ولكن مع الأسف لم يحصل شيء حتى الآن. 

والمشكلة الثانية:
هي مشكلة الحكومات مع شعوبه، فنرى أن الحكومات تعاملت معها بحيث أن الشعوب لم تعد سنداً للحكومات، وبسبب عدم التفاهم بين الطرفين فإن الشعوب لا تساهم في حلِّ المشاكل التي تواجه الحكومات، والتي يجب رفعها بيد الشعوب، فتقف الشعوب موقف اللامبالاة، هذا إنْ لم تزد في مشاكل الدول"14. 

ولو تم تجاوز هاتين المشكلتين، وكانت كلمة الشعوب والحكام سواء في مواجهة المؤامرات التي تحاك للأمة لأفضى الأمر إلى عزة الأمة وانتصارها يقول قدس سره:
"لو أن الشعوب الإسلامية وحكومات البلدان الإسلامية بكل ما تمتلكه من إمكانات إنسانية وذخائر حياتية ضرورية للمقتدرين تتخذ منهم موقفاً من موضع القوة، وتتجنب الخوف من ضجيج وجعجعة أصحاب القصور، وتبتعد عن التأثر بأكاذيب وسائل الإعلام المؤيدة الأجيرة للمتجبرين، وترفع صوتها بوجه أولئك (الطواغيت) اتكالاً على قدرة الله اللامتناهية وشكراً لنعمه المغدقة عليهم، وتهددهم بإغلاق حدودها بوجههم وقطع مساعداتها النفطية وغير النفطية عنهم، (لو فعلت ذلك) فما من شك أنّ هؤلاء (المتجبرين) سيستسلمون لهذه القدرة التي لا نقدرها حق قدره".

وفي نهاية المطاف وبعد معرفتنا لمخاطر التفرق والتشتت فلا بد وأن ننطلق لنسلط الضوء على مكامن القوة في الأمة لكي نسعى للتمسك بها صوناً لها من الوصول إلى الوقت الذي لا يمكن التدارك فيه حيث لا يبق لنا من قوتنا أي شيء لندافع به عن أنفسنا.

1- سورة آل عمران، الآية:103.
2- سورة الأنفال، الآية:46. 
3- سورة الحجرات، الآية:10. 
4- سورة آل عمران، الآية:104. 
5- سورة آل عمران، الآية:105. 
6- سورة الأنعام، الآية:159.
7- سورة المؤمنون، الآية:52.
8- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج69، ص209.
9- كنز العمال، المتقي الهندي، ج1، ص64.
10- الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي، ج1، ص 199.
11- أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، ج 1،ص 290. 
12- الكلمات القصار الجزء الأول.
13- الكلمات القصار الجزء الأول.
14- من خطاب له قدس سره حول اتحاد الأمة الإسلامية ودعم فلسطين.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

العفة والحياء

العفة والحياء

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على أشرف أنبيائه المرسلين محمّد بن عبد الله وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، والتابعين لهم من المؤمنين، الّذين جعلوا القرآن لهم منارة هدى ومحجّة صلاح وتربية، ومسلكاً ومنهاجاً، يقول تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾1.

وانطلاقاً من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ﴾2.

فقد دأب مركز نون للتأليف والترجمة، وطوال مسيرته التأليفيّة الهادفة، إلى اعتماد القرآن الكريم مستنداً أساساً في كلّ فكرة أو طرح يقدّمه، وقد كانت هذه السلسلة الثقافيّة الفصليّة باكورة هذه التآليف الهادفة، المنطلقة من القرآن والمتمسّكة بأهل البيت عليهم السلام كمرجع وعِدْل للقرآن لا ينفصل عنه.

وبعد كتاب "وموعظة للمتّقين" أردنا متابعة المسيرة التربويّة الّتي تعالج مواضيعَ هي محلّ ابتلاء في المجتمع، نجد أنفسنا في قبالها مكلّفين ببذل ما أمكن لمواجهتها وتصويب مسار الأفراد نحو البيئة الخُلُقيّة الصافية. ومن يراجع العناوين المطروحة في هذا الكتاب يجد فيها أموراً أمست اليوم حديث كلّ مؤمن اهتمّ بصلاح نفسه وعائلته ومجتمعه وبرضا ربّه, من العفّة والحياء إلى الحياة الزوجية، فالتربية للأبناء إلى التهجّد في الليل والإنفاق وغير ذلك.

ونحن حاولنا بما أمكن لهذا الكتاب أن يحويه، معالجة هذه الأمور الهامّة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا وجميع المؤمنين لما فيه الخير والصلاح والعافية، إنّه سميع مجيب.

يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير﴾3 

قوى النفس وأهميّة تهذيبها
كلُّ إنسان إذا رجع إلى نفسه ووجدانه وتأمّل سيجد أنّ فيه عدّة قوى: قوّة الغضب، وقوّة الشهوة، وقوّة الوهم، وقوّة العقل.
هذه القوى في الواقع هي الّتي من شأنها التحكُّم بقرارات الإنسان وبالتالي بمصيره في الدنيا والآخرة، وهي متصارعة فيما بينها، أيّها يكون الآمر المطاع والمسيطر، لأنّ كلّ قوّة تريد إثبات مقتضاها دون أن تأبه بما يقتضيه غيرها ولذا يقع التصادم في مقتضياتها.

والإنسان مأمور أن يُحكِّم القوّة العاقلة لتكون هي السلطان، وهي الآمر والناهي، وتخضع لها القوى الأخرى، فتُقدم عندما تأمرها القوّة العاقلة، وتنزجر عندما تزجرها، فتكون القوى الأخرى بمثابة الجنود المطيعة لسلطة واحدة هي سلطة العقل.

وحيث إنّ هذه القوى قد تجمح إلى الإفراط، وقد تميل إلى التفريط، وقد تعتدل، فلا بُدّ من بذل الجهد لردّها إلى الاعتدال، وهو أمر في غاية الصعوبة ويستلزم جهداً عظيماً في طريق تحقيقه والوصول إليه، إلا أنّه في غاية القداسة أيضاً بل هو غاية بعثات جميع الأنبياء عليهم السلام، وهو هدف الأوصياء عليهم السلام ومبتغى الحكماء، بل هو غاية الخلقة.

وقد صرّح خاتم الأنبياء المصطفى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك بقوله: "إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"4.
والاعتدال يتمثّل بالأخذ بالأواسط من الأمور، وهو ما يأمر به العقل السليم ويُرشد إليه الشرع المبين، وكلّ سير باتّجاه أحد الطرفين مذموم، والوصول إلى أحدهما هو الوقوع في الرذيلة.

معنى العفّة
من القوى الأساس المكوّنة للنفس الإنسانية والتي أُمر الإنسان بتهذيبها وردّها إلى الاعتدال:
القوّة الشهويّة ويُطلق عليها القوّة البهيميّة لأنّ مقتضاها يشترك فيه الإنسان مع الحيوانات من التلذُّذ بشهوتي البطن والفرج.

ولا تعني هذه التسمية أنّ هذه القوّة سلبيّة، أو لا فائدة من وجودها، بل إنّ الله تعالى قد خلقها لمنفعة نوعيّة مهمّة للإنسان، ولكن عندما لا تُهذّب تأخذ ذلك الطابع السيّئ وتتحوّل إلى إحدى المهلكات للإنسان.

ففائدة القوّة الشهويّة الإبقاء على البدن والنسل، فالبدن هو آلة النفس في هذه النشأة المادّيّة فتُحفَظ الروح بحفظه، والقوّة الشهويّة تدفع الإنسان نحو الغذاء والنكاح من خلال شهوتي البطن والفرج ليدوم البدن والنسل، وكذلك الشهوات الأخرى لها منافعها بشرط اعتدالها وتهذيبها.

فتحصيل فائدة القوّة الشهويّة لدى الإنسان بنظر الشرع والعقل مشروط بتهذيبها، فلا بُدّ من بذل الوسع لردّها إلى الاعتدال كي تتحقّق غايتها فتزكو النفس ويحيا صاحبها الحياة الإنسانية الّتي هي غاية الخلق.

فإذا هُذِّبت "القوّة الشهويّة" واعتدلت وصارت تأتمر بأوامر العقل والشرع تُصبح عفيفة، وانتُزع منها معنى في غاية الحسن والفضيلة نُطلق عليه عنوان العفّة.
فالعفّة إذاً هي صفة تلحق نفس الإنسان بعد تهذيبه للقوّة الشهويّة وردّها إلى الاعتدال من غير إفراط فيها ولا تفريط أي من غير شَرَه ولا خمود.

القوّة الشهويّة خطرة وتهذيبها من الجهاد الأكبر
وبما أنّ من أعظم الشهوات شهوتي البطن والفرج فإنّ خطر هاتين الشهوتين عظيم إلى درجةٍ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُصرِّح بالخوف منهما على أمّته:

قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث أخافُهنّ على أمّتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج"5.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثر ما يلج به أمّتي النار الأجوفان: البطن والفرج"6.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من وقي شرّ لقلقه (لسانه) وذبذبه (فرجه) وقبقبه (بطنه) فقد وجبت له الجنّة"7.

وأيضاً بما أنّ مقتضاهما قويّ جدّاً فإنّ تهذيبهما وردّهما إلى الاعتدال شاقٌّ جدّاً ويستلزم جهاداً مريراً مع النفس، وهو العفّة، ولكن أفضل الأعمال أحمزها وأشقّها، فمن قام بهذه المهمّة ووصل إلى فضيلة العفّة يكون في درجة عالية عند الله من حيث المقام والقرب، ومن حيث الثواب والأجر، فلذلك ورد في الروايات أنّه ما عُبد الله تعالى بأفضل من عفّة بطن وفرج.

يقول الإمام الباقر عليه السلام:"ما من عبادة أفضل من عفّة بطن وفرج"8.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:"ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة"9.
وعنه عليه السلام: "أفضل العبادة العفاف"10.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من عشق وكتم وعفّ وصبر، غفر الله له وأدخله الجنّة".
وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال لرجلٍ عندما قال له: إنّي ضعيف العمل قليل الصيام، ولكنّي أرجو أن لا آكل إلا حلالاً: "أيُّ الاجتهاد أفضل من عفّة بطن وفرج؟"11.

وفي نقل المحاسن قال الرجل:إنّي قليل الصلاة قليل الصوم ولكن أرجو أن لا آكل إلّا حلالاً، ولا أنكح إلّا حلالاً، فقال: "وأيُّ جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج؟!"12.

يتبيّن من هذه الروايات الشريفة أمران:
1- أنّ التعفُّف والارتداع عن الشهوات المذمومة من موجبات الأجر والدرجات الرفيعة عند الله تعالى.
2- كم هو صعب وشاقّ هذا الأمر حتّى يوضع في مصافّ الشهادة !

ولماذا ليس الشهيد أعظم أجراً من الّذي قدر فعفّ؟
إنّ الشهيد يُقدِّم نفسه في سبيل الله تعالى، والمتعفِّف يدوس على نفسه ويقتل فيها دوافعها غير المشروعة مرّات ومرّات ما دام له شعور في هذه الحياة، فإذا كان الشهيد يُقتل مرّة فالعفيف يقتل دوافع نفسه السيّئة مراراً!

درجات العفّة
الأولى: فالعفّة اللازمة الواجبة هي العفّة عن المحذورات الشرعيّة المتعلِّقة بالشهوات، فبالنسبة لعفّة البطن في هذه المرتبة هي أن يرتدع المكلَّف عن أكل الأشياء المحرّمة، أو شرب المشروبات المحرّمة كأكل لحم الخنزير أو اللحوم غير المذكّاة التذكية الشرعية أو كشرب الخمر وكلّ مسكر أو أكل النجس، وكذلك يرتدع عن أكل الأموال المحرّمة الّتي تكون نتاجاً للمعاملات المحرّمة كالربا والغشّ والنصب والاحتيال والقمار.... 

الثانية: وأمّا العفّة بالمرتبة الثانية فهي التورّع عن المذمومات والمكروهات في الشريعة، مثلاً: إذا ترك الامتلاء من الطعام أو ترك الطعام في المواضع العامّة، أو دافع شهوة الطعام كي لا تذهب مروءته فهي عفّة بمرتبة ومقام آخر.

الثالثة: والعفّة في مرتبة ومقام آخر تتجلّى في أن يترك ما اشتبه عليه من الطعام فهو الورع، مثلاً: إذا اشتبه في اللحم هل هو مذكّى أم لا فإنّه لا يأكله، وإذا اشتبه في المكسب أنّه ربا أم لا فإنّه يتورّع ويتعفّف عنه مع أنّه قد يُقال إنّ الأصل العمليّ البناء على الحلّيّة.

هذه العفّة في الطعام وفي الأموال والكسب.
وأمّا العفّة في شهوة الفرج ومتعلّقاتها

فالمرتبة الأولى: أن يكون عفيفاً عن الحرام بأن لا يزني ولا ينظر النظر الحرام إلى الأجنبية ولا يسمع الكلام المثير الحرام، ولا يخلو بالأجنبية..

والمرتبة الثانية: أن يترك المكروهات ممّا يتعلّق بهذه الشهوة فهذه درجة أرقى من العفّة، كأن يترك النظر إلى ما يُكره النظر إليه من المرأة أو الأفلام والمسلسلات غير المحرّمة ولكنّها مكروهة، وتترك المرأة بعض التصرّفات كمضاحكة الرجال والمزاح معهم ومباسطتهم الحديث وإن لم يصل إلى الحرام، ويترك الاستماع والاختلاط إلا مع الضرورة فإنّ الاختلاط قد يكون محرّماً وقد يكون مكروهاً فهذا كلُّه تعفُّف بشأن شهوة الفرج وهو بدرجة أرقى من الدرجة السابقة لأنّ هذه الدرجة تشتمل على المرتبة السابقة وزيادة.

والمرتبة الثالثة: من عفّة الفرج هي ترك ما يُشتبه به بأنّه محرّم، مثلاً: لو لبست المرأة الحجاب بطريقة معيّنة تكون من ناحية مغطّية لتمام الجسم ومن ناحية ثانية يكون اللباس ملتصقاً بالجسم بحيث قد يوجب الإثارة أو مثلاً الحجاب مع بعض الألوان الملفتة ونمط الخياطة الخاصّ.

فالخلاصة: العفّة ليست مرتبة واحدة وإنّما هي مراتب متعدِّدة، كلّما ارتقى المكلَّف مرتبة تكون درجة عفّته أرقى وأعظم، ومقامه عند الله أكبر، وتكون العفّة أشقّ وأجهد.

وامنن على نسائنا بالحياء والعفّة
ومن الملفت في دعاء للإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه يدعو لمجمل أصناف الأمّة، كلٌّ بما يُناسبه ويقوّمه ويحتاج إليه، إلى أن يصل إلى الدعاء للنساء فيدعو لهنّ بقوله عليه السلام: "وامنن على النساء بالحياء والعفّة"، فلم يدعُ لهنّ بالتقوى مثلاً أو بالعلم أو بالغنى، وإنّما بالحياء والعفّة, لأنّ هاتين الخصلتين في غاية الأهميّة للمرأة على صعيدها الشخصيّ الذاتيّ في التزامها وورعها وقربها من خالقها، وعلى صعيد صلاح المجتمع الّذي تُشكّل المرأة أحد مكوّناته الأساس، تأمّل في النكتة الّتي ذكرتها لك لترى مدى أهميّة أن تكون المرأة عفيفة وتمتلك الحياء:".. وتفضّل على علمائنا بالزهد والنصيحة، وعلى المتعلِّمين بالجهد والرغبة، وعلى المستمعين بالاتّباع والموعظة، وعلى مرضى المسلمين بالشفاء والراحة، وعلى موتاهم بالرأفة والرحمة، وعلى مشايخنا بالوقار والسكينة، وعلى الشباب بالإنابة والتوبة، وعلى النساء بالحياء والعفّة... "13 .

إنّ حياء المرأة وتعفُّفها هما بمثابة المكابح في وجه الشهوة العارمة الّتي قد تجتاح المجتمع فتقضي على كلّ قيمه الإنسانية وتذره مجتمعاً منحلّاً مهشّماً ضعيفاً مهترئاً تطمع فيه الأعداء ويستهين به المتربّصون بالقيم.
إنّ الشهوة عند الرجل بمثابة الدافع القويّ الّذي يجعله يُقدم ويتجرّأ ويقتحم ويتوثّب، ولكنّ المرأة بتعفُّفها وحيائها هي الّتي تكبح جماحه، وتردعه، فتصوَّر لو أنّ المكابح فسدت والوقود يتوهّج بسبب المهيّجات والمثيرات الّتي باتت لا تُحصى عدداً ولا تُدرك كيفاً، والسير بمنحدر سحيق. 

ماذا يُتوقّع مع هذا التوصيف للواقع؟!
من الطبيعيّ الحكم بالهلاك على الفرد ويتبعه المجتمع !

ومن أروع الصور الّتي يرسمها القرآن الكريم للحياء والعفّة من ناحية وللشهامة والرجولة والمروءة من ناحية أخرى، ما يذكره تعالى في سورة القصص عمّا جرى بين كليم الله موسى عليه السلام وبين ابنتي نبيّ الله شعيب عليه السلام14: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ﴾ وهو بئر كانت لهم ﴿وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ﴾ أي: جماعة من الرعاة يسقون مواشيهم الماء من البئر.﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَان﴾ أي: تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلى الماء، أو تكفّان الغنم عن أن يختلط بأغنام الناس ﴿قَالَ﴾ موسى لهما: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾ أي: ما شأنكما، وما لكما لا تسقيان مع الناس، وطبعاً هذا مظهر شهامة ورجولة يُعلِّمنا كيف لا نقف مكتوفي الأيدي إذا واجهنا ضعيفاً يحتاج إلى المساعدة بل نبادر إلى إعانته ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي﴾ عند المزاحمة مع الناس ﴿حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء﴾ أي حتّى ينصرف الناس، فإنّا لا نطيق السقي، فننتظر فضول الماء، فإذا انصرف الناس سقينا مواشينا ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ لا يقدر على أن يتولّى السقي بنفسه من الكبر، ولذلك احتجنا، ونحن من النسوة، أن نسقي الغنم. وإنّما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى في الخروج بغير محرم، فإنّ المرتكز في ذهنيهما أنّ الفتاة لا ينبغي أن تكون في هذا الظرف والموقف، وهو كلام يُعبّر عن التربية النبوية، وعن الفطرة غير المتحوّلة في مسألة احتجاب المرأة، وعدم الاختلاط بالرجال، فهذا هو الّذي شعرت البنتان بحاجتهما إلى الاعتذار لأجله ﴿فَسَقَى لَهُمَا﴾ قيل: رفع لأجلهما حجراً عن بئر، كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر عنها إلا عشرة رجال، وسألهم أن يعطوه دلواً، فناولوه دلواً، وقالوا له: انزح إن أمكنك. وكان لا ينزحها إلا عشرة، فنزحها وحده، وسقى أغنامهما، ولم يستق إلا ذَنوباً واحداً، حتّى رويت الغنم.

قال ابن إسحاق: فرجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيها، فأنكر شأنهما، وسألهما، فأخبرتاه الخبر، فقال لإحداهما: عليّ به، فرجعت الكبرى إلى موسى لتدعوه، فذلك قوله ﴿فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ أي: مستحيية معرضة على عادة النساء الخفرات، وقيل: أراد باستحيائها أنّها غطّت وجهها بكمّ درعها.

وعن الحسن، قال: "فوالله ما كانت ولّاجة، ولا خرّاجة، ولكنّها كانت من الخفرات اللاتي لا يُحسنّ المشي بين أيدي الرجال، والكلام معهم".
وهذا أيضاً يُدلِّل على مدى الحياء والخجل الّذي هو من شأن المرأة فطرياً، وهو ما ينبغي تعميمه بين بناتنا وأخواتنا ونسائنا، وهو ما يدعو به إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لنساء المسلمين "الحياء والعفة".

﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ أي: ليُكافئك على سقيك لغنمنا.
فلم تقل إنّي أدعوك أو إنّا ندعوك بالجمع، بل نسبت الدعوة لأبيها، وهذا أيضاً يُضيء على جانب من جوانب أدب تعاطي المرأة مع الرجل الأجنبيّ.
قال أبو حازم: لما قالت: ﴿لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ ، كره ذلك موسى، وأراد أن لا يتبعها، ولم يجد بدّاً من أن يتبعها، لأنّه كان في أرض مسبعة، وخوف. فخرج معها، وكانت الريح تضرب ثوبها، فتصف لموسى عجزها. فجعل موسى يعرض عنها مرّة، ويغضّ مرّة، فناداها: يا أمة الله ! كوني خلفي، وأرني السمت بقولك..

﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا﴾ أي: إحدى ابنتيه، واسمها صفورة، وهي الّتي تزوّج بها، واسم الأخرى ليا. وقيل: إنّ اسم الكبرى صفراء، واسم الصغرى صفيراء ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ﴾ أي: اتّخذه أجيراً، ولعلّها كانت ترغب فيه زوجاً ولكن بيّن القرآن الكريم ما ينبغي للمرأة من عدم التصريح عند إرادتها لرجل واستبدال التصريح بالتعريض والتلويح، فهي مطلوبة بالفطرة والرجل طالب.
﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين﴾ أي: خير من استعملت من قوي على العمل، وأداء الأمانة. قال شعيب عليه السلام: وما علمك بأمانته وقوّته؟

قالت: أمّا قوّته فلأنّه رفع الحجر الّذي لا يرفعه كذا وكذا. وأمّا أمانته: فإنّه قال لي: إمشي خلفي، فأنا أكره أن تصيب الريح ثيابك، فتصف لي عجزك. وقيل الأمين في غضّ طرفه عنهما، حين سقى لهما، فصدرتا، وقد عرفتا قوّته وأمانته. فلمّا ذكرت المرأة من حاله ما ذكرت زاده ذلك رغبة فيه.

فانظر أيُّها المؤمن لهذه العفّة العظيمة للنبيّ الكريم فإنّه تعفّف حتّى عن النظر غير المقصود الّذي قد يقع عندما يُطلق طرفه، وإنّه تعفّف عن النظر إلى جسم المرأة حتّى من وراء الحجاب والثوب.
في الرواية: "إذا استطعت أن لا تنظر إلى ثوب امرأة فافعل".

﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ﴾ أي: أزوِّجك ﴿إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ﴾. وفي هذا الكلام من النبيّ شعيب عليه السلام درس آخر من دروس مراعاة حياء المرأة وكرامتها، حيث ردّد الأمر بين الابنتين لكي لا يخدش حياء البنت المتكلِّمة.

* مواعظ قرانية , سلسلة الدروس الثقافية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- سورة المائدة، الآية: 48.
2- سورة الاسراء، الآية: 89.
3- سورة القصص، الآية: 23.
4- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 16، ص 210.
5- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 79.
6- م.ن. 
7- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج63، ص315.
8- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 80.
9-شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 20، ص 233.
ا10- لكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 79. 
11- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، باب العفّة، ص 79.
12- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 68، ص 273.
13- صحيفة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، جمع الشيخ جواد القيومي، ص 18.
14- راجع: سورة القصص، الآيات: 23ـ 28.

التهجــّد في الليل

يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾1

تمهيد
ممّا لا ريب فيه أنّ الذكر والفكر مطيّتا السالك إلى الله تعالى للوصول إلى المقصد والغاية وهي المعرفة والعبادة، فمن أوتي حظّه منهما مشفعاً بتوفيق الباري عزّ وجلّ فقد حاز قصب السبق في مضمار المعرفة والطاعة والعبادة.

ومن أخلّ بأحدهما فقد خاب وخسر بمقدار ذاك الخلل والتقصير، وقصرت همّته عن إدراك الهدف.
وممّا لاشكّ فيه أيضاً أنّ الذكر له مراتب من ناحية الأهميّة والمحبوبية والمطلوبية، فمنه الواجب الّذي لم تُرخِّص الشريعة بتركه كالصلوات اليومية، ومنه المندوب الّذي أجازت الشريعة تركه.

والواجبات هي أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله تعالى. والمستحبّ وإن جوّزت الشريعة تركه إلا أنّه يحتلّ مرتبة عظمى من الأهمية بعد إتمام الفرائض لجهة تقريب العبد من خالقه وإحداث مقتضى المحبّة له، فقد ورد في الرواية - عن حمّاد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عزّ وجلّ:... وما تقرّب إليّ عبد بشيء أحبّ إلي ممّا افترضت عليه وإنّه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ولسانه الّذي ينطق به ويده الّتي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته"2.

فالواجب من العبادات والأذكار مقدّم على المندوب والنوافل، حتّى ورد أنّه:
- "لا قربة بالنوافل إذا أضّرت بالفرائض"3.
- "إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها"4.

والمستحبّات أيضاً لها درجات ومراتب من حيث مدى أهمّيتها وقوّة تأثيرها على روحيّة السالك وعلى نسبة رقيّه المعنويّ والمعرفيّ، ومدى تقريبه من الغاية المنشودة وهي نيل الرضا والقرب من المعبود عزّ اسمه.

فالنوافل إذاً ينبغي للمؤمن الحكيم أن يُراعي فيها الأولويات إن أراد الوصول إلى المبتغى، فيعتني عناية شديدة بالمستحبّ الّذي ثبت تأكّده في الشريعة المقدّسة، ولا يُفرّط ولا يتهاون فيه بحال، وبعده في الدرجة المستحبّ مطلقاً.

وما لا يحتاج إلى نقاش في الشريعة المقدّسة أنّ صلاة الليل والتهجُّد والقيام فيه بالمناجاة والدعاء والذكر من آكد المستحبّات الشرعية.

وقد تلقّى السالكون العارفون من العلماء الربّانيين هذا التأكيد من الشريعة بدرجة عالية من الجدّية وبذل الوسع في الاهتمام به والمحافظة عليه، وبالغوا بدورهم بالتوصية به والحثّ عليه لكلّ من أراد أن يسلك طريق المعرفة والطاعة والقرب من البارئ عزّ وجلّ.

وسنذكر فيما يلي ما من شأنه أن يكون حافزاً قوياً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد لكي يكون في عداد المتهجّدين المداومين على صلاة الليل غير التاركين لها بحال من الأحوال، وسيكون الكلام في عدّة نقاط:

أوّلاً: فضل صلاة الليل في الآيات والروايات
قبل أن نذكر ما لصلاة الليل والتهجّد فيه من فضل لا بُدّ أن نُبيّن ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام من أنّ صلاة الليل لم يُحدِّد القرآن لها ثواباً كسائر الأعمال الصالحة وما لذلك من دلالة، حيث قال عليه السلام:"ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلّا صلاة الليل فإنّ الله عزّ وجلّ لم يُبيّن ثوابها لعظم خطره عنده فقال جلّ ذكره ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ "5 6 .

فمن المعلوم أنّه من أساليب التعظيم لأمر ما، التعبير عنه على نحو الإطلاق من دون تقييد، وفي موردنا إنّ الله تعالى لم يُحدِّد ثواب التهجُّد بجهة أو نوع خاصّ من الثواب وإنّما نفى العلم به، ليكون منطبقاً على أيّ ضرب من ضروب الثواب وهذا غاية الفضل والعظمة والثناء.فهذا انفراد وتمييز لهذه العبادة عن غيرها من القربات إذ لم يذكر لها ثواب محدّد في القرآن الكريم كما ذكر لكلّ من الأعمال الحسنة.

يقول الإمام الخمينيّ قدس سره في هذا المقام:"تُرى ما قرّة العين هذه الّتي يدّخرها الله تعالى ويُخفيها حتّى لا يعلم أحد عنها شيئاً؟
وما يُمكن أن تكون؟

فلو كانت من قبيل "أنهار جارية" و "قصور عالية" ومن نِعَم الجنّة المختلفة، لذكرها الله مثلما بيّن ما للأعمال الأخرى وأطلع الملائكة عليها.
ولكن يبدو أنّها ليست من ذلك السنخ، وأنّها أعظم من أن ينوّه بها لأحد، وخصوصاً لأحد من أهل هذه الدنيا. إنّه لا تُقارن نِعَم ذلك العالم بالنِّعَم هنا، ولا تظننّ أنّ الفردوس والجنان تُشبه بساتين الدنيا، أو ربّما أوسع وأبهى، هناك دار كرامة الله تعالى ودار ضيافته.

فكلّ هذه الدنيا لا شيء إزاء شعرة واحدة من الحور العين في الجنّة، بل ليست شيئاً إزاء خيط من خيوط الحلل الفردوسية الّتي أُعدّت لأهل الجنّة.

ومع كلِّ هذا الوصف لم يجعلها الله ثواب من يؤدّي صلاة الليل، وإنّما ذكرها من باب التعظيم له.

"ولكن هيهات! نحن الضعفاء في الإيمان لسنا من أصحاب اليقين، وإلا لما كنّا نستمرّ في غفلتنا، ونُعانق النوم إلى الصباح. ولو أنّ يقظة الليل تكشف للإنسان حقيقة الصلاة وسرّها، لأنس بذكر الله والتفكّر، ولجعل الليالي مركوبه للعروج إلى قربه تعالى..."7.

أقول: ولو لم يكن إلا هذا لكفى لبيان قدر هذه العبادة وعظمتها عند الله تعالى، كيف وقد استفاضت الآثار الشرعية في مدحها والثناء عليها، وحثّ المؤمنين على إقامتها والمداومة عليها، وهذا بعض ما ورد بهذا الشأن:

قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾8.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾9.

قال إمامنا الصادق عليه السلام في تفسيرها: "قيام الرجل عن فراشه يريد به الله عزّ وجلّ ولا يريد غيره"10.

- وفي قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات﴾ِ11 .
قال عليه السلام: "صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار"12.

فما أعظمها من فائدة لعمل يمحو الله به بالليل كلّ سيئة اجترحها العبد في النهار، فهذا لازمه أنّ الإنسان إذا أدام صلاة الليل يكون قد ضمن صفاء نفسه من آثار الذنوب المهلكة، وهيّأها لتلقّي الفيوضات الإلهية، والتنسّمات الروحانية، فالمحافظة على طهارة النفس من آثار الذنوب هي ضمانة السعادة الأبدية.

ومدح الله تبارك وتعالى المؤمن الّذي يقوم الليل ويقنت فيه، ويسجد ويسهر في عبادة ربّه حذراً راجياً بقوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه﴾ِ 13

فعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: "آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قال عليه السلام: "يعني صلاة الليل"14.

وقد ورد في الرواية أن مورد نزول هذه الآية هو سيّدنا أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد أوصاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: "يا عليّ عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل"15.
كرّرها ثلاثاً وهذا أيضا غاية في المبالغة والتأكيد على فعلها وعدم التهاون بشأنها.

صلاة الليل تُفيد فائدة الاستغفار بالأسحار
صلاة الليل مشتملة على الاستغفار بالأسحار، الّذي حثّ الله عزّ وجلّ عليه، وقد ذكر في كتابه العزيز المستغفرين بالأسحار بالثناء الجميل حيث قال عزّ من قائل: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار﴾ .16

فعن صادق أهل البيت عليهم السلام في تفسير الآية الكريمة، قال عليه السلام:"المصلّين وقت السحر"17. وقال عليه السلام: "من استغفر سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية"18.

وقال تعالى في معرض توصيفه لأهل الجنة: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ 19.
وعن إمامنا الصادق: قال: "استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الوتر سبعين مرة"20.
وعن إمامنا أبي جعفر الباقر عليه السلام: "من داوم على صلاة الليل والوتر واستغفر الله في كلّ وتر سبعين مرّة، ثمّ واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالأسحار"21.

والمستغفرون بالأسحار لهم بركات عظيمة تعمّ وتشمل حتّى أصحاب الذنوب، حيث إنّ الله تعالى يدفع بهم "المستغفرين بالأسحار" العذاب الّذي استوجبه أهل المعاصي بمعاصيهم. اسمع إلى ما ورد عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله عزّ وجلّ إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي، وفيها ثلاث نفر من المؤمنين ناداهم جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه: يا أهل معصيتي لولا ما فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي، المستغفرين بالأسحار خوفاً منّي، لأنزلت بكم عذابي ثمّ لا أبالي"22.

فالذي يُصلّي الليل يكتبه الله تعالى من المستغفرين بالأسحار الّذين عظّمهم الله تعالى في كتابه العزيز، ويجني كلّ ما ترتّب من ثمرات وثواب على الاستغفار في السحر.

ثانياً: من آثار صلاة الليل الأخروية
1- تجير من عذاب القبر ومن النار
قال الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيُصلّي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرّة إلا أُجير من عذاب القبر ومن عذاب النار"23.

2- مباهاة الله به الملائكة والمغفرة له
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة، وقال: أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفترضها عليه؟ اشهدوا أنّي قد غفرت له "24.

3- يقوم المتهجّدون يوم القيامة ويُحاسب الناس من بعدهم
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى منادٍ ليقم الّذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً، فيقومون وهم قليلون ثمّ يُحاسب الناس من بعدهم"25.

ثالثاً: آثار صلاة الليل الدنيويّة
1- تحسين الوجه في النهار
قال الصادق عليه السلام: "من صلّى بالليل حسن وجهه بالنهار"26.
وسأله عبد الله بن سنان عن قوله تعالى: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُود﴾ِ27 فقال عليه السلام: "هو السهر في الصلاة"28.


وقد سُئل عليه السلام: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجهاً؟
قال عليه السلام: "لأنّهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره"29.

2- شرف المؤمن قيام الليل
نزل جبرائيل عليه السلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: "يا جبرائيل عظني فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس"30.

3- مطردة للداء عن الأجساد
قال الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بصلاة الليل فإنّها... مطردة الداء عن أجسادكم"31.

4- بيوت المتهجّدين تُضيء لأهل السماء
وروى عنه الفضيل بن يسار أنّه قال: "إنّ البيوت الّتي يُصلّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تُضيء لأهل السماء كما تُضيء نجوم السماء لأهل الأرض"32.

5- توسّع المعيشة، وتزيد في الرزق، وتُطيل العمر
قال الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بصلاة الليل فما من عبدٍ مؤمن يقوم آخر الليل فيُصلّي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومُدّ له في عمره ووسّع عليه في معيشته"33.

- وجاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام فشكى إليه الحاجة فأفرط في الشكاية حتّى كاد أن يشكو الجوع، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا هذا أتُصلّي بالليل؟ فقال الرجل: نعم، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابه فقال: "كذب من زعم أنّه يُصلّي بالليل ويجوع بالنهار، إنّ الله تبارك وتعالى ضمن بصلاة الليل قوت النهار"34.

- وعن أبي بصير قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام الحاجة وسألته أن يُعلّمني دعاء في طلب الرزق فعلّمني دعاء ما احتجت منذ دعوت به، قال: قل في دبر صلاة الليل وأنت ساجد: "يا خير مدعو ويا خير مسؤول ويا أوسع من أعطى ويا خير مرتجى ارزقني وأوسع عليّ من رزقك وسبِّب لي رزقاً من قبلك، إنّك على كلّ شيء قدير"35.

6- يدفع بالدعاء في صلاة الليل شرّ الأعداء
عن يونس بن عمّار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ لي جاراً من قريش من آل محرز قد نوّه باسمي وشهرني كلّما مررت به، قال: هذا الرافضيّ يحمل الأموال إلى جعفر بن محمّد، قال: فقال لي عليه السلام:"فادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فاحمد الله عزّ وجلّ ومجّده وقل: اللهم إنّ فلان بن فلان قد شهرني ونوّه بي وغاظني وعرّضني للمكاره، اللهم اضربه بسهم عاجل تُشغله به عنّي اللهم وقرّب أجله واقطع أثره وعجّل ذلك يا ربّ الساعة الساعة".

قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلاً فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟
فقالوا: هو مريض فما انقضى آخر كلامي حتّى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد مات36.

رابعاً: تحذيران
1- يدأب الشيطان في أن يترك المؤمن قيام الليل
قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام:"ما من عبد إلا وهو يتيقّظ مرّة أو مرّتين في الليل أو مراراً فإن قام وإلا لجّ فبال الشيطان في أذنه ألا ترى أحدكم إذا كان منه ذلك قام ثقيلاً كسلانَ"37.

وعن الباقر عليه السلام: "إنّ لليل شيطاناً يُقال له الرها فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له: ليست بساعتك، ثمّ يستيقظ مرّة أخرى فيقول: لم يأن لك فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتّى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر بال في أذنيه، ثمّ انصاع يمصع بذنبه فخراً ويصيح"38.

2- لا ينبغي للمؤمن أن يترك صلاة الليل بحال من الأحوال
قال الإمام الصادق عليه السلام: "ليس من شيعتنا من لم يصلِّ صلاة الليل"39.
وهذا معناه أنّه ليس من شيعتهم المخلصين المقرّبين، وهو غاية المبالغة في الدفع نحوها والتحفيز على القيام بها وعدم تركها.
وليس من شيعتهم أيضاً من لم يعتقد فضل صلاة الليل وأنّها سنّة مؤكّدة.

فلا ينبغي لك أيّها المؤمن أن تترك صلاة الليل في حضرٍ أو سفر، في فراغٍ أو شغل، في قوّة أو ضعف، في صحّة أو مرض، في راحة أو تعب، في شتاء أو صيف، في حرٍّ أو برد، لما لهذه الشعيرة من آثار على دين المرء ودنياه، فمن أراد النجاة من عذاب القبر ودواهيه وظلمته فإنّ قيام الليل بمثابة السراج الّذي يُنير له ذاك المقام في البرزخ، ومن أراد في الدنيا الرزق واليمن والتوسعة، والعمر المديد، فإنّ صلاة الليل توصله إلى ذلك كلّه، ومن أراد الآخرة والمقام المحمود فيها والنجاة من حسابها وأهوالها فعليه بصلاة الليل فإنّه واجد ذلك كلّه.

ومن علم ذلك كلّه وتهاون في هذه العبادة الجليلة فإنّ أدنى ما يقال فيه إنّه غير موفّق، وقد يُقال إنّه ضعيف اليقين والإيمان بالغيب، فعليه أن يبذل قصارى جهده لتقوية إيمانه ويقينه، ودفع الشيطان عنه، ورياضة النفس الأمارة بالسوء المحبّة للراحة والاسترخاء لكي يطوِّعها فتكون تحت حكم العقل والشرع لينال سعادة الدارين إن شاء الله.

التوسعة في البدائل
وإنّ الشريعة قد جعلت تسهيلات كبيرة جدّاً وكثيرة من خلال جعل البدائل عند الاضطرار بل حتّى اختياراً، لكي لا يتذرّع المكلّف بشيء لترك صلاة الليل، أي لتضمن إتيان المكلّف بها والمداومة عليها دون أن يكون عنده أيّ عذر لتركها.

فصلاة الليل مشروعة أداءً وقضاء وتقديماً عن وقت الأداء. وهناك تدرُّج في الفضيلة في أوقات الأداء، فأفضل أوقاتها السحر وكلّما اقتربت من الفجر كان أفضل، ويُمكن إقامتها أداءً ابتداءً من منتصف الليل، ويُمكن تفريقها بأن يؤخّر ركعتي الشفع وركعة الوتر إلى السحر قبيل الفجر.

ومن فاتته في وقت الأداء فإنّه يُستحبّ له قضاؤها، بل ورد في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: إنّي لأحبّ أن أدوم على العمل وإن قلّ، قال: قلنا: تقضي صلاة الليل بالنهار في السفر؟ قال: نعم"40.

وعن صفوان الجمّال قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يُصلّي صلاة الليل بالنهار على راحلته أينما توجّهت به41. 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "قضاء صلاة الليل بعد الغداة وبعد العصر من سرّ آل محمّد المخزون"42.

فالقضاء مشروع في الليل والنهار وفي الليل أفضل.
والقضاء أفضل من التقديم عن منتصف الليل.

ويجوز الاقتصار على الشفع والوتر.
ويجوز تقديمها عن وقتها، أي أن يأتي بها قبل منتصف الليل، وذلك لعدّة طوائف:
الذي يخاف الاحتلام، والذي يخاف أن لا يستيقظ، والمسافر الّذي يخاف فوتها.

- وتجوز من جلوس ولمن لا يقدر على القيام فله أن يُصلّي نافلة الليل من جلوس، بل له الصلاة من جلوس اختياراً، إلا أنّه يُستحبّ عندئذ أن يجعل كلّ ركعتين ركعة واحدة.

- يُشرع أداؤها راكباً ويجوز أداؤها حتّى وإن كان ماشياً أو راكباً على دابّته، وإن لم يكن مستقبل القبلة، فيما إذا كان على طهارة:

- روى محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: "صلِّ صلاة الليل والوتر والركعتين في المحمل"43.
- وعن صفوان الجمّال قال: "كان أبو عبد الله عليه السلام يُصلّي صلاة الليل بالنهار على راحلته أينما توجهت به"44.

أخي العزيز هل بقي لك من عذر بعد معرفة عظمة ثواب وآثار هذه الطاعة والموهبة الربانية، وبعد التعرُّف إلى هذه التسهيلات والخيارات المتعدِّدة الّتي أتاحتها الشريعة المقدّسة للمكلّفين كي لا تفوت عليهم آثار هذه الشعيرة الإلهية الراقية؟

أعد النظر وفكِّر واشحذ سيف الهمّة والإرادة واعزم على البدء فوراً بصلاة الليل واستعن بالله تعالى فإنّه هادٍ لمن استهداه ومعين لمن استعانه، وما توفيقنا إلّا منه تعالى عليه توكّلنا وإليه المصير.

ولا تُحي الليل باللهو واللغو على التلفاز والإنترنت، فيضيع عمرك وتضيع آخرتك.

خامساً: تأكيد العلماء الربّانيين على صلاة الليل، قولاً وعملاً
العلماء الربّانيون أكّدوا على المداومة على صلاة الليل وعلى عدم تركها، حتّى أنّهم صرّحوا بأنّ السالك لا يصل إلى المقامات الروحانية العرفانية إلا إذا كان مؤدّياً لصلاة الليل، يقول المرحوم الملكيّ التبريزيّ:

وحكى لي شيخي في العلوم الحقّة: "أنّه ما وصل أحد من طلّاب الآخرة إلى شيء من المقامات الدينيّة إلا إذا كان من المتهجّدين".

- يقول العلّامة الطباطبائيّ قدس سره: "عندما تشرّفت بالنجف الأشرف للدراسة ونظراً لقرابة الرحم، كنت أحياناً أتشرّف بزيارة المرحوم القاضي وذات يوم كنت واقفاً في مدرسة في النجف فمرّ المرحوم القاضي من هناك وعندما وصل إليّ وضع يده على كتفي وقال: يا بنيّ إذا كنت تُريد الدنيا فصلِّ صلاة الليل وإذا كنت تُريد الآخرة فصلِّ صلاة الليل.قد أثّر فيّ هذا الكلام إلى حدّ أنّي بعد ذلك وطيلة خمس سنوات رجعت بعدها إلى إيران لم أترك مجلس السيّد القاضي".

- زينب عليها السلام ليلة الحادي عشر لم تترك صلاة الليل.سبحان الله ما أعظم هؤلاء الّذين صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، إنّهم أولياء الله حقّاً والحوراء زينب عليها السلام من رموزهم.

في ليلة الحادي عشر وما أدراك ما ليلة الحادي عشر؟
نساء وأطفال، أرامل ويتامى، ذعر.. رعب.. قلق.. فقدان للحامي.. فقدان للرأفة والرحمة من القلوب الجافية الغليظة الّتي لم يبق فيها ذرّة من إنسانية، جوع، عطش، نظر إلى المجهول...

أجساد مطرّحة على وجه البيداء لا تزال تنزف مزمَّلة بدمائها..في هذه الأجواء.. الّتي بمجرّد تصوّرها يدخل الرعب، والألم، والأسى في القلب، كانت زينب عليها السلام وما أدراك ما زينب وما كان دور زينب؟

هي قائدة قافلة الأسرى والحارسة لها..
هي الراعية والحاضنة للأطفال واليتامى.. والجامعة لهم بعد أن هاموا على وجوههم في البيداء...
هي المتعثّرة بأذيالها متردّدة من جهة إلى جهة..

السياط تتلوّى على متنيها.. الأشواك تُدميها.. قلبها يلتهب ناراً..
في هذا الخضمّ وهذه الأجواء الّتي كلّ ما فيها يدعو إلى الرهبة والألم والقلق والتي كان الجهد فيها والضنك والتعب يستوعب الكيان ويهدّ الأركان توجّهت زينب إلى ربّها ولم تترك صلاة الليل، إلا أنّها كانت منهكة في جهد لا يوصف، فلم تطق بأبي وأمي أن تؤدّي صلاة ليلها من قيام، لم يكن لديها طاقة على القيام، ولكن لم يصدّها ذلك عن إقامة الصلاة، فصلّت صلاة الليل من جلوس.

سلام الله عليك يا زينب...
اللهم اجعلنا من محبّيها وارزقنا التأسّي بها واحشرنا معها يا ربّ العالمين.

-الإمام الخمينيّ قدس سره وصلاة الليل
يقول أحد المقرّبين من الإمام الخمينيّ قدس سره: إنّه منذ خمسين سنة لم يترك صلاة الليل في حال الصحة أو المرض، في السجن وفي الأحوال الاعتيادية، أثناء النفي وحتى على سرير المرض كان يُصلّي صلاة الليل.

مرض قدس سره في قُمّ وبناء على أمر الأطباء كان لا بُدّ أن ينتقل إلى طهران. وكان الجو بارداً وكان الثلج والمطر يتساقطان، والجليد يُغطّي الشوارع، وبقي قدس سرهعدّة ساعات في سيارة الإسعاف، وبعد الوصول إلى مستشفى القلب صلّى أيضاً صلاة الليل.

- وفي ليلة قدومه من باريس إلى طهران كان الجميع في الطائرة نياماً بينما الإمام قدس سره كان في الطبقة العليا من الطائرة يُصلّي صلاة الليل...وكان يبكي بحيث إنّ مضيفي الخطوط الفرنسية تعجّبوا وسألوا هل هناك ما يؤذيه..

فقال أحد من كان يرافقه إنّها عادته في كلّ ليلة.
- وعندما اعتقل في قُمّ ونُقل إلى السجن زمن الشاه صلّى صلاة الليل بحيث قد أبكى بعض من كان معه..!

* مواعظ قرانية ، سلسلة الدروس الثقافية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- سورة الإسراء، الآية: 79.
2- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 352.
3- نهج البلاغة، قصار الحكم، 39.
4- نهج البلاغة، قصار الحكم، 279.
5-سورة السجدة، الآيتان: 16ـ 17.
6- التفسير الصافي، الفيض الكاشاني، ج 4، ص 156.
7- الأربعون حديثاً، الإمام الخميني قدس سره، ص 323- 233.
8- سورة الإسراء، الآية: 79.
9- سورة المزمل، الآية: 6.
10- الوسائل، الإسلامية، ج5، 269.
11- سورة هود، الآية: 114.
12- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 473.
13- سورة الزمر، الآية: 9.
14- الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 444.
15- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 484.
16- سورة آل عمران، الآية: 17.
17- التفسير الأصفى، الفيض الكاشاني، ج 1، ص 142.
18- م.ن.
19- سورة الذاريات، الآيتان: 17ـ 18.
20- تفسير العياشي، محمد بن مسعود العياشي، ج 1، ص 165.
21- م.ن. ج1، ص 165.
22- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 7، ص 381.
23- روضة الواعظين، الفتال النيسابوري، ص 320. 
24- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج8، ص157.
25- إرشاد القلوب، الديلمي، ص86.
26- الهداية، الشيخ الصدوق، ص 150.
27- سورة الفتح، الآية: 29.
28- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 8، ص 152.
29- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 8، ص 157.
30- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 471. 
31- م.ن، ص 472.
32- م.ن، ص 473.
33- روضة الواعظين، الفتال النيسابوري، ص 320.
34- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 474
35- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 551.
36- م.ن، ص 512.
37- روضة الواعظين، الفتال النيسابوري، ص 321.
38- م.ن، ص 321.
39- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 8، ص 162.
40- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 4، ص 92.
41- م.ن، ص 92.
42- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج3، 185.
43- م.ن، ج 4، ص 90.
44- م.ن، ص 92.

أهل البيت لغة وعرفاً

أهل البيت لغة وعرفاً هذا اللفظ مركب من كلمتين ولكل مفهوم، ويمكن تحديد مفهوم "الاَهل" من موارد استعماله فيقال: 1- أهل الاَمر وا...